ذات وداع..
.
.
لا تقلق يا سيدي..
إنني بخير..
بخير جدا..
يمكنك أن تذهب الآن مطمئنا..
أني دونك لن أموت كثيرا..
لكنني فقط..!!
سأذهب في رحلة طويلة إلى جحيم الغياب..
وأقيم فروض الليل القاسي في حضرة الانتظار..
ولا يضر بعض الانتظار وإن طال مداه..
فالصبر على وجع الاشتياق ضريبة المحبين..
وإن كنت لا أعلم، هل سيأتي بوجهك صباح آخر..
هل تتوضأ عيوني بعناق ملامحك مرة أخرى؟!..
إلا أنني لا أملك إلا القبول..
فاذهب كيفما شئت..
أنا على قيد الحياة كما أتيتني..
وأنت في كنف ذمة ذاك الرحيل..
والحقيقة أني كنت أكذب جدا..
بل لم أكن يوما أكثر كذبا مني وقتها..
فالحقيقة أني لم أكن بخير أبدا..
إذ كنت أعاني غرغرة الموت قبل أن يلوح مودعا..
وأنا أنتظر كلمة واحدة تحيي رميم الروح..
لكنه مضى يا سيدي..
مضى..!!
وكأنما كان ينتظر جوابي هذا ليذهب إلى غير رجعة..
وكأنما خلص من كابوس مزعج..
أعلمت الآن يا سيدي..
أن كل الوعود-بغد اللقاء-شهادات ميلاد مزورة..
لحياة لن تكون..
وأن الحب يا سيدي كذبة كبرى؟!..
انتهى..
نص على قيد البوح..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث..