أنا إنْ رجوتُ من الحياةِ بقيَّةً
أرجو زيارةَ روضةَ الرحماتِ
أوصيتُ أهلي حين تأتي ساعتي
صلُّوا عليك وقد شَهِدْتُ وصاتي
وغسلتُ جلدي من ضياءِ رحابِهِ
فتجدَّدتْ عند الحبيبِ حياتي
وتكادُ عينِي أن تُقيمَ بقبرِهِ
وأعودُ تخلو الرأسُ من حدقاتي
يامن رفعتَ غطاءَ نورِك ضُمَّني
فلقد دنوتُ هنا من العتباتِ
الكوثرُ المعسولُ غايةُ غايتي
ومرادُ نفسي أرتوي راحاتي
يسمو بذكرِك كلُّ حرفِ قصائدي
من فيضِ نورِك قد علتْ راياتي
العيشُ في تلك الأماني زائلٌ
والعمرُ أبعاضٌ من الساعاتِ
طرقَ الشبابُ طليعتي فتركتُهُ
وسعَيْتُ أنجو من هوَى لذَّاتي
فعسى أُلاقي من نعيمٍ مُؤنِسٍ
من قبلِ لُقيا المصطفى توباتي
تبدو الأماني عند عينِي ظُلْمةً
وأبيتُ أرقبُ ساعةَ السَّكراتِ
ليس التَّعجُّبُ من منازلِ قدرِهِ
قمرٌ منيرٌ بدَّدَ الغيماتِ
كم تعجزُ الكلماتُ عن أوصافِهِ
ضاقت قرائحُنا على الساحاتِ
ما كنتُ أحيا في الوجودِ بوحدتي
طيفُ النَّبيِّ قضَى على وحشاتي
سأظلُّ ألهجُ بالصلاةِ تقرُّبًا
حتَّى تحينَ نهايتي ووفاتي
قد زدتُ فضلًا إذ ذكرتُ محمدًا
زادت صلاتي من مدى رِفْعاتي
كم يبقى من عمرِ السنينِ أعدُّها
وأعدُّ نفسي في رحَى الأمواتِ
كي ألتقي ذاك الحبيبَ تشوُّقًا
وأذوبَ شوقًا في رحابِ صلاتي