خلال المؤتمر الصحفي التحضيري
للمؤتمر الدولي الثالث والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية
وزيـر الأوقـاف :
كل الشكر والتقدير لرئيس الجمهورية على رعايته ودعمه للمؤتمر
ويؤكـد :
رعاية الرئيس للمؤتمر دعم كبير للفكر الوسطي والاجتهاد العصري
والأوقاف تشهد نجاحًا كبيرًا بفضل الله وإرادة دولة بقيادة قائد حكيم يؤمن بالوسطية والفكر الرشيد
ويؤكد أيضا :
الاجتهاد ليس كلأ مباحًا بل يعني التخصص في كل شيء
وإعمال العقل في فهم النص والتجديد المستمر في ضوء الحفاظ على الثوابت ومراعاة المستجدات مطلب شرعي
والأمم الآن أحوج إلى جهود علمائها ومفكريها أكثر من أي وقت مضى
في ضوء الاستعداد للمؤتمر الدولي الثالث والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف الذي سيعقد في الفترة من (24 – 25) سبتمبر 2022م بإذن الله تعالى، تحت رعاية سيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي – رئيس الجمهورية (حفظه الله)، بعنوان: “الاجتهاد ضرورة العصر .. صوره – ضوابطه – رجاله – والحاجة إليه”، عقد معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المؤتمر التحضيري للمؤتمر الدولي الثالث والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، اليوم السبت 3 / 9 / 2022م بفندق جراند نايل تاور بالقاهرة, وذلك بحضور أعضاء لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعدد من قيادات وزارة الأوقاف، ولفيف من السادة الصحفيين والإعلاميين والمثقفين.
وفي كلمته قدم أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الشكر والتقدير لسيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية (حفظه الله) على دعمه ورعايته لهذا المؤتمر، مؤكدا أن رعاية سيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي لمؤتمر “الاجتهاد ضرورة العصر” دعم كبير للفكر الوسطي والاجتهاد العصري.
كما رحب وزير الأوقاف بالسادة الحضور وشكرهم على دعمهم لهذا المؤتمر ونشر الدين الوسطي المستنير كمهمة نعمل جميعًا على نشرها، مبينًا أن هذا المؤتمر جاء تنفيذًا لتوجيهات سيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بالحفاظ على الثوابت ومراعاة المستجدات، موضحًا أن سيادته وجه في أكثر من لقاء ببناء جيل من الأئمة واع مستنير، مشيرًا إلى أن ما شهدناه اليوم في مقرأة كبار القراء ما كان ليظهر بهذه الكفاءة لولا فضل الله أولًا ودعم سيادة الرئيس، ولما كانت دولة التلاوة عادت بهذه القوة، ولكن الدعم الكامل من الدولة أثمر هذا العمل، كما كثفت وزارة الأوقاف من أنشطتها بعمل مقارئ للأئمة والأعضاء، ثم مقارئ للجمهور، فضلا عن النشاط الصيفي للطفل، ومجالس الإفتاء، ومجالس الإقراء، وكما فتحنا الطريق لحملة المؤهلات المتوسطة بمراكز الثقافة الإسلامية ومن يتجاوز المرحلة التمهيدية فقد استفاد وحظي بعلم عظيم.
وفيما يخص المسابقات أكد وزير الأوقاف أن الوزارة أطلقت العديد من المسابقات التثقيفية بالتعاون مع إذاعة القرآن الكريم، وقد حظيت هذه المسابقات بإقبال كثيف وشعبية كبيرة، مؤكدًا أن هذه المسابقات تتم بغاية الشفافية والنزاهة والدقة في كل مراحلها، كما أشار إلى أن سلسلة “رؤية” للنشء يتم الإعداد والتأليف فيها من متخصصين، وفريق عمل كامل من الباحثين والفقهاء لإخراج العمل غاية في الاتقان، مبينًا أنه على قدر ما تجتهد على قدر توفيق الله لك، فنحن أمة أتقن، ونحتاج للدأب والصبر، وقد وصلنا في سلسلة “رؤية” للنشء إلى الكتاب العشرين “قصص الحيوان في القرآن”، في أسلوب يجمع بين العلم وبين البساطة في المعلومة الصحيحة لتعليم النشء، في أسلوب مدقق علميًّا وبلغة تراعي الطفل.
وفيما يخص موضوع المؤتمر أكد وزير الأوقاف أنه قد تم تحديد واختيار هذا الموضوع نظرًا لما يمثله فتح باب الاجتهاد واسعًا في العصر الحاضر من ضرورة ملحة من جهة، وبيان أن لهذا الاجتهاد أصوله وضوابطه ورجاله المتخصصين من جهة أخرى، مع ما تفرضه ضرورة العصر من الحاجة إلى الاجتهاد الجماعي أو المؤسسي، وبيان مفهوم الإجماع السكوتي في العصر الحاضر، و بناء وتكوين وإعداد وتأهيل العلماء المؤهلين للاجتهاد، و النظر بعين الاعتبار البالغ لمعطيات العلم التطبيقي عند الاجتهاد أو الإفتاء أو إطلاق الأحكام المتعلقة به، وكذلك المعطيات الطبية والبيطرية والاقتصادية والقوانين الدولية وعلاقتها بالإفتاء الشرعي، ومستجدات القضايا الحياتية كالتعامل بالعملات الافتراضية، والمسئولية الفردية والجماعية تجاه قضية المناخ وموقع الإضرار بالبيئة من الأحكام الشرعية.
مؤكدًا أن الاجتهاد يعني التخصص في كل شيء وليس الأمر كلأ مباحاً، فلابد لكل فن أن يكون له أهله وضوابطه، والاجتهاد له ضوابط صارمه، وقد عرف تاريخنا العظيم رجالاً، منهم الواعظ والعالم والمفكر، ونحن في حاجة إلى جهود الجميع، وقد لا يغني أحدهم عن الآخر، لكن مكمن الخطر في تجاوز الحدود، وتقمص بعض الناس دورًا ليسوا له بأهل، أو محاولتهم فرض هذا الدور على الآخرين، لما يترتب على ذلك من خللٍ في عملية البناء الفكري للمجتمع، أو في هندسة هذا البناء على أقل تقدير.
مبيناً أننا في أمسّ الحاجة إلى تحديد الدور المنوط بكلٍ من الواعظ والعالم والمفكر، وتوظيف كل في مجاله وميدانه، حتى لا تختلط الأمور، ويرتبك المشهد، ولا سيما في مجال الفكر الديني المعروف بدقّته وحساسيته، وحاجة المجدد فيه لأدوات لا تكاد تتوفر إلا في من أفنى حياته فيه علمًا وفكرًا ومدارسة، إضافة إلى ما يمنّ الله به عليه من مقومات وملكات خاصة، وما يحصله من خلال الخبرة والدربة والممارسة وخوض غمار الحياة العامة، مع القدرة على فك شفراتها وتحدياتها، والقدرة على قراءة الواقع بكل أبعاده وتحدياته وتعقيداته وتجلياته برؤية ثاقبة وفكر مستنير.
مؤكداً أن الأمم في أمس الحاجة إلى جهود علمائها ومفكريها وجهود سائر أبنائها، لكن يظل نبوغ المفكرين في كل الأمم هو العملة النادرة والثروة الأعلى والأغلى، والتي بقدر ما تمتلك منها الأمم من الطاقات والخبرات بقدر ما يكون تقدمها وازدهارها، وتبوء مكانتها في مصاف الأمم المتقدمة، مشيرًا إلى أن المؤتمر يتناول المحاور التالية :
المحور الأول: الاجتهاد ضرورة ملحة في عصرنا الحاضر.
المحور الثاني: صور الاجتهاد وضوابطه.
المحور الثالث: المجتهدون وإعدادهم.
المحور الرابع: نماذج عصرية ملحة في المجالات الاقتصادية والطبية والبيطرية والبيئية وغيرها، مثل:
- التعامل بالعملات الافتراضية.
- تدويخ الحيوان قبل ذبحه.
- موقع الإضرار بالبيئة من الأحكام الشرعية.
- المحور الخامس نماذج مختارة للاجتهاد المؤسسي.
وقد قُدِّم لهذا المؤتمر أكثر من 25 بحثًا حتى الآن قام على كتابتها علماء متخصصون بخبرات شرعية وخبرات اقتصادية، مضيفًا أن المحور الرابع من محاور المؤتمر يتضمن الحديث عن البيئة، وأن الأبحاث المقدمة في قضية التعامل مع البيئة من ناحية الأحكام الشرعية، ومنها بحث قدمه أ.د/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية بعنوان: ” المدخل الفقهي المعاصر لمواجهة مستجدات التعدي على البيئة في التشريع الإسلامي”، وهو بحث متميز في مجاله حيث اجتهد بخبرته وجمع بين الجانبين الجانب القانوني والجانب الشرعي ووظف فيه خبرته توظيفًا جيدًا.
مختتمًا حديثه بأن مصر حباها الله (عز وجل) بمتخصصين كبار في كل المجالات، وأن إعمال العقل في فهم النص والتجديد المستمر في ضوء الحفاظ على الثوابت ومراعاة المستجدات مطلب شرعي، وأن الأمم الآن أحوج إلى جهود علمائها ومفكريها أكثر من أي وقت مضى.