سأشعلُ ما تبقّى من شموعي
بأحلام المسيرِ إلى الرجوعِ
.
طريدًا من مدائن ذكرياتي
غريبًا بين أحداق النجوع
.
تسافرُ بي القوافي في فؤادي
وأنشرُ بحرها فوق الضلوعِ
.
معي في جيب ترحالي حروفٌ
أرشُّ عبيرها فوق الجموعِ
.
وأغزلُ سندسًا ببريق شعري
فثوبُ الشعر ما هو بالرقيعِ
.
تزيّنت النساءُ أمام شعري
بأسرار (الشقاوة) والخضوعِ
.
وأعشقُ صمتَ أسئلةِ العذارى
وأسمعُ شهقةَ الوردِ الوَلوعِ
.
فررت من ابتسامات الغواني
إلى الذكرى إلى صدق الدموعِ
.
انا هذا الذي سيفرُّ مني
ليبحثَ في الغيوم عن الطلوعِ
.
انا هذا الذي سيدورُ حولي
ليبحثَ في دجاهُ عن السطوعِ
.
نعم قبل الذبول أعيدُ وردي
إلى يومٍ تدلّى من فروعي
.
موجهةٌ سهامُ اليأس نحوي
واحلامي أمامي كالدروعِ
.
رضعتُ الفجرَ من ثدي الليالي
أعلّمُ زهوكم لغةَ النصوعِ
أبيتُ أمام بابٍ من يقيني
لأخرجَ من فضاءات الخنوعِ
.
شرعتُ أغادرُ الترحالَ مني
فعاقتني مسافاتُ الشروعِ
.
كأنَّ خطايَ تأكلها دروبي
وتنشرها على متن الربوعِ
.
أطمئنُ بالبكاءِ عيونَ أمي
واسرقُ بسمتينِ من الهلوعِ
.
أشدُّ خريفَ عمري عن سمائي
ليزهوَ ما تبقّى من ربيعي
.
أصلي كلَّ ليلٍ في فؤادي
وأُتمِمُ في مساجدنا ركوعي
.
وبالإيمان نحو الله أمضى
أجالسُ دمعةً قبل الهجوعِ
.
بعكّاز الوصولِ إلى الأماني
أساندُ ما تبقّى من وقوعي
.
واحملُ حزنَ شيخٍ كالصحاري
وأدخلُ دوحةَ الطفلِ الوديعِ
.
سلامًا يا رفاقَ الدربِ إني
تعوّدتُ الوقوفَ على الصقيعِ