و..
أسوأ ما الأمر يا صديقي..
أن وجهك الحقيقي جدا..
كان هو الآخر قناعا..
فبأي حجة بعد الآن أقنع قلبي أن يصدقك؟!..
وأنا تائه في غربة الوجوه..
لا خارطة ولا وجهة..
لم أعد أعرف..
أكنت تُضحكه؟!..
أم كنت عليه تضحك؟!..
بأي كذبة، أعيد ذلك العمر الذي أضعته وأنا أعبئ كذباتك المقدسة في أعماقي ذخرا لفاقة قد تباغت الأنفاس ..
لغياب قد يسطو على بقايا النبض..
فأموت قبل أن تثمرَك الأحلام..
بأي عذر يا صديقي؟!..
سأفتش لك في داخلي عن عذر جديد..
يعيد صياغة تدفقك النازف في شرياني..
ويعيد كهولة الأمنيات لصبا البراءة..
كيف أنسى أنك من ثقب روحي ليسقط في وحل الخيانة..
وأنك من حفر في جنباتها للخذلان سراديب لا تنتهي..
ووطَّن للوجع في أرضها ليسكن؟!..
كيف أحاصر اتساعك الشاسع بداخلي..
وألملمك من أوردتي، لأنفيك؟!..
وكل ما فيَّ ملوث بك..
كيف أقنع العمر؟!..
يا رفيق القلب..
أن ذاك الصبح..
الذي نبت في عينيك يوما..
لم يكن خوانا..
لم يكن..
خوااانا..
انتهى..