أتعبها طيلة حياته من بعد فراق والده.
ظلت تدعو له في كل صلاه أن يبعده الله عن صحبة السوء وأفعال الخسران.
كان لا يرعوي عن فعل المحرمات ولا ينكسر أمام ضعف أحد أو يستجيب لنصائح الأقارب، لكنه لم يتطاول عليها يوما ولم يهمل خدمتها ورعايتها.
ذات فجر.. فوجئت به يغتسل ويرتدي ثيابه وينحني ليقبل يدها قائلا: هانزل اصلي الفجر يا امه.. ادعيلي.
بقدر سعادتها كانت دهشتها، اخيرا.. ما الذي غيره؟ تحدث نفسها: الحمد لله اللهم ثبته على دينك وارزقه صحبة الخير وأغلق أمامه طرق الباطل.
مازالت على سجادة الصلاه بين تسبيح واستغفار كعادتها.
رن جرس الباب، وقفت لتفتح له متمتمه ما اخدتش المفتاح ليه يا ابنى.
اخذت بالزغاريد ودموعها شلال على وجنتيها حين رأته محمولا على اعناق المصلين.