كتب عادل ابراهيم
نشارك اختصاصية طب الأنف والأذن والحنجرة لدى الأطفال في مستشفى كليفلاند كلينك المراجعة الأخيرة للأبحاث التي تُظهر فوائد غرسات القوقعة الصناعية عند الرضّع الذين تقل أعمارهم عن 12 شهراً، ومتى يجب القلق بشأن فقدان السمع لدى الأطفال الأكبر سنا
شددت خبيرة طبية من مستشفى كليفلاند كلينك، نظام الرعاية الصحية العالمي، على أهمية زيادة الوعي حول ضرورة التدخل المبكر لتحديد مشكلات السمع عند الرضّع والأطفال والتعامل معها بأسرع وقت ممكن.
وبمناسبة اليوم العالمي للسمع الذي يصادف 3 مارس، أوضحت الدكتورة سامانثا آن، المديرة الطبية في برنامج اضطرابات الأذن والسمع لدى الأطفال في مستشفى “كليفلاند كلينك”، أنه كلما تم تحديد صعوبات ومشكلات السمع لدى الأطفال والتعامل معها في وقت مبكّر، تزداد احتمالية أن تتحسّن قدرة الطفل على النطق إضافة إلى لغته ومهاراته الاجتماعية إلى أقصى حد ممكن.
وأضافت الدكتورة آن: “تُعد الفحوصات الشاملة للسمع لدى الأطفال حديثي الولادة مهمة للغاية في اكتشاف مشكلات السمع والتعامل معها في وقت مبكر. وقد ثبت أن التدخل المبكّر ومحاولة معالجة المشكلات من خلال تركيب المعينات السمعية أو غرسات القوقعة الصناعية – على سبيل المثال – له تأثير إيجابي واضح في تعزيز استيعاب الكلام وتحسين المهارات اللغوية لدى الأطفال المصابين بفقدان السمع”.
وقد كانت الدكتورة جزءاً من مراجعة بحثية جديدة بقيادة فريق من الاختصاصيين في مستشفى كليفلاند كلينك للأطفال نُشرت الشهر الماضي في مجلة طب الأنف والأذن والحنجرة – جراحة الرأس والرقبة، والتي تدعم الأدلة المثبتة بأن زراعة غرسات القوقعة الصناعية في وقت مبكّر تؤدي إلى تحسين نتائج السمع. وراجع الفريق 17 دراسة غطت 642 رضيعاً تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 12 شهراً في وقت إجراء عمليات الزرع، وخلصوا إلى أنه يجب إجراء عمليات زراعة القوقعة قبل عمر 12 شهراً، أو بمجرد أن يصبح الطفل لائقاً طبياً وسمعياً وجراحياً. ويعود ذلك إلى كون هذا العمر يشكل فترة زمنية مهمة بالنسبة للأطفال لاكتساب القدرة على النطق والكلام ولأن إجراء عمليات الزراعة خلال هذه الفترة أكثر أماناً مقارنة بمراحل لاحقة.
وأشارت الدكتورة آن إلى أن بعض الأطفال يولدون مع صعوبات في السمع، بينما يمكن أن يصاب آخرون بمشكلات في السمع في وقت لاحق من حياتهم. وتشمل العلامات التي تشير إلى وجود صعوبة في السمع أو النطق عدم تحدث الأطفال تماماً مثل زملائهم، أو طلب الحصول على الأشياء بشكل متكرر، أو نقلهم إلى الصف الأول في مقاعد الدراسة بسبب تشتت انتباههم.
وأضافت الدكتورة آن: “من المهم للغاية إعلام الطبيب المختص عند الشك بوجود أي صعوبات في السمع لدى الطفل. وقد تكون بعض المشكلات مؤقتة أو أكثر خطورة – أو حتى دائمة، لذا من المهم التحرك بمجرد ملاحظة المشكلة”.
ما الذي يسبب الفقدان المؤقت للسمع عند الأطفال؟
لفتت الدكتورة آن إلى أن مشكلة الفقدان المؤقت للسمع غالباً ما يتم علاجها، وتشمل الأسباب المحتملة لمثل هذه المشكلات ما يلي:
الانسداد: يفشل بعض الأطفال في فحوصات السمع التي تجريها مدارسهم. وفي مثل هذه الحالات، يجب على الوالدين إجراء فحوصات جديدة للطفل لدى اختصاصي السمع. ويمكن أن يكون السبب مجرد وجود شمع زائد في الأذن، ولكن من المهم إجراء المزيد من الفحوصات.
العدوى: يتسبب الزكام أو الفيروسات في بعض الأحيان بفقدان مؤقت للسمع بسبب تراكم السوائل في الأذن الوسطى. وستلاحظ على الأرجح هذه المشكلة عندما يبدأ الطفل بالذهاب إلى الحضانة. ويحد الاحتقان والسوائل في الأذن والناتجة عن العدوى من حركة طبلة الأذن. وعندما تختفي العدوى و/ أو السوائل، يعود السمع إلى الوضع الطبيعي.
الصدمات: إذا تعرض الطفل لصدمة في الرأس، فقد يكون فقدان السمع مؤقتاً بسبب تدفق الدم إلى الأذن الوسطى، ولكن إذا تسببت الضربة بكسر في العظم الصدغي حيث تقع الأذن الداخلية، فقد يؤدي ذلك أيضاً إلى فقدان السمع. وربما لا يكون بمقدور الجّراح إصلاح هذا النوع من مشكلات فقدان السمع.
ما الذي يسبب الفقدان الدائم للسمع لدى الأطفال؟
وبيّنت الخبيرة أن هناك العديد من المشكلات الأكثر خطورة التي يمكن أن تتسبب في فقدان السمع بشكل دائم لدى الأطفال، بما في ذلك:
الولادة المبكرة: قد يكون لدى الأطفال الذين يولدون مبكراً يقضون فترة من الوقت في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة عوامل خطر لفقدان السمع، بما في ذلك انخفاض الوزن عند الولادة والعلاج بمضادات حيوية معينة وأجهزة التنفس الاصطناعي.
العوامل الجينية: تتسبب بعض المتلازمات والاضطرابات الجينية الموروثة في فقدان السمع عند الأطفال.
تشوهات الأذن: يمكن أن يولد الأطفال بتشوهات في الأذن، بما في ذلك الأذن المشوهة أو قنوات الأذن الضيقة أو المسدودة.
التعرض للضوضاء: يمكن للضوضاء التي تزيد شدتها عن 85 ديسيبل (معظم المشغلات الموسيقية المحمولة تصل إلى 100 ديسيبل) أن تلحق أضراراً بخلايا الشعر الصغيرة في الأذن. ويمكن أن يتسبب التعرض قصير المدى لمثل هذا النوع من الضوضاء في فقدان السمع المؤقت أو الدائم (في اليوم التالي للحفل الموسيقي، على سبيل المثال). ومع ذلك، يمكن أن يؤدي التعرض طويل الأمد للضوضاء إلى تلف خلايا الشعر بشكل دائم.
الصدمات: إذا تعرض الطفل لضربة قوية في الرأس، فقد يتسبب ذلك في تلف الأعصاب. ولا يمكن للأطباء إصلاح هذا الضرر، ولكن قد يشمل العلاج أنواعاً مختلفة من أجهزة السمع.
الأمراض: قد يتسبب التهاب الدماغ والتهاب السحايا في بعض الأحيان في فقدان السمع الدائم لدى الأطفال.
وأوصت الدكتورة آن الوالدين بالتحدث طبيب الأطفال عندما يعتقدون أن طفلهم يعاني من مشكلة في السمع. وقد يطلب الطبيب إحالة الطفل إلى اختصاصي سمع أو أذن. وسيساعد هذا الإجراء في تحديد ما إذا كان العلاج متاحاً أم لا، أو إذا كان بالإمكان اتخاذ خطوات أخرى للحد من الضرر الذي يمكن أن يسببه فقدان السمع لنمو الطفل. ومن الأفضل دائماً معرفة نوع المشكلة ومسبباتها في اسرع وقت ممكن.