ويؤكد : إنزال الثابت منزلة المتغير هدم للثوابت
وإنزال المتغير منزلة الثابت عين الجمود والتخلف
والفقه الحقيقي هو الرخصة من ثقة والتيسير بدليل
وهو السماحة بيعًا وشراء وقضاء واقتضاء وإيمانًا بحق التنوع والاختلاف
كتب عادل يحيى
خلال افتتاح الدورة الثالثة لمنسوبي دول اتحاد إذاعات وتلفزيونات منظمة التعاون الإسلامي لعدد ( 23 ) مشاركًا، والتي تعقد تحت عنوان: “دور القيم الأخلاقية والإنسانية وتعزيز الانتماء الوطني في بناء المجتمعات”، في الفترة من 9 مارس 2023م حتى 18 مارس 2023م، بمسجد النور بالعباسية اليوم 9/ 3/ 2023م، رحب معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بالحضور، مؤكدًا أن هذه الدورة مختلفة تمامًا عن الدورات السابقة، فقد حرصت وزارة الأوقاف على أن لا تكون دورة تدريبية بالمعنى النمطي التقليدي، وإنما تكون أشبه بتبادل الخبرات والاطلاع على التجارب المختلفة، مؤكدًا أنها ستكون فرصة أفضل لتبادل الخبرات وتعميق العلاقات، وقد قالوا: تعلمت من زملائي ما لم أتعلم من أساتذتي، وتعلمتي من تلاميذي ما لم أتعلم من زملائي، ومن وحيث تتوقف عن طلب العلم والتزود به يسبقك الزمن ويسبقك الآخرون في عالم شديد التسارع والتلاحق.
مشيرًا إلى أن الإحاطة بفن واحد أمر بالغ الصعوبة، فما بالنا بالمثقف الذي يريد أن يلم من كل علم بطرف، وأن على الإمام والإعلامي أن يلم من كل علم بطرف، وقديمًا قالوا لن تصل في العلم إلى ما تريد حتى تتعلم ما لا تريد، مضيفًا أن جزءًا كبيرًا من المشكلات ينتج عن ضيق الأفق الثقافي أو محدودية الأفق الثقافي، مشيرًا إلى أن أكاديمية الأوقاف قد أقامت قسمًا متخصصا لدراسة برامج الحاسب الآلي للأئمة والواعظات والإداريين، تخرج فيه الآن أكثر من ألف إمام وواعظة، حاصلون على شهادة دولية في الحاسب الآلي، هذا بالإضافة إلى منح دراسية للماجستير والدكتوراه، بـ23 جامعة مصرية.
كما أكد معاليه أن القضية المشتركة بين الإعلام والدعوة هي قضية بناء الوعي وتوصيل الرسالة ومهارات التوصيل، كما أوضح أن معظم الإشكالات جاءت من عدم التفرقة بوضوح بين الثوابت والمتغيرات، فإنزال الثابت منزلة المتغير هدم للثوابت وهدم للدين، وإنزال المتغير منزلة الثابت عين الجمود والتخلف، أما الفقه الحقيقي فهو رخصة من ثقة، وهو التيسير بدليل، وهو السماحة بيعًا وشراء، وقضاء واقتضاء، وإيمانًا بحق التنوع والاختلاف، ولم يقل أحد من أهل العلم المعتبرين إن الفقه هو التشدد؛ ذلك لأن الله (عز وجل) يقول: “يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ”، ويقول سبحانه: “وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ”، مؤكدًا على ضرورة فهم المقاصد, فمثلًا: هل العبرة في قضية السواك بعين أداة السواك؟ أو العبرة بنظافة الفم وطهارته وما يحقق ذلك سواء كان بالفرشاة , بالمعجون , بالغاسول؟ العبرة بالمقاصد والغايات.إنزال الثابت منزلة المتغير هدم للثوابت وهدم للدين
وإنزال المتغير منزلة الثابت عين الجمود والتخلف
أما الفقه الحقيقي فهو رخصة من ثقة، وهو التيسير بدليل، وهو السماحة بيعًا وشراء، وقضاء واقتضاء، وإيمانًا بحق التنوع والاختلاف، ولم يقل أحد من أهل العلم المعتبرين إن الفقه هو التشدد؛ ذلك لأن الله (عز وجل) يقول: “يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ”، ويقول سبحانه: “وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ”، مؤكدًا على ضرورة فهم المقاصد.
كما أكد معاليه أن ديننا عقيدة وشريعة سمح سهل لا مجال فيه للتعقيد، مشيرًا إلى أهمية النأي بعامة الناس عن القضايا الخلافية، ولا سيما في علم العقيدة، وأهدى جميع الدارسين نسخًا من موسوعة الثقافة الإسلامية متضمنة كتاب: “المختصر الشافي في الإيمان الكافي”، والذي جاء في مقدمته: عقيدتنا أنَّنا نؤمن بالله الواحد الأحد ، خالـق الخلـق ، ومالـك الملـك ، وأنه سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهـادة ، فلا يعـزب عن علمه شيء في الأرض ولا في السماء ، يحيـط علمـه بكل شيء ، ولا يحيـط به شيء ، وأنه جل وعلا هو الحق المبين ، لم يتخذ صاحبة ولا ولدًا ، وليس له كفْءٌ ولا ندٌّ ولا نظيـرٌ ولا شبيه ولا شريك ، وهو الأول بلا بداية ، والآخر بلا نهــايـة ، وأنَّـه نـور السمـاوات والأرض ، وهو الحي الــذي لا يموت ، وأن أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون ، وهو الحي القيوم ، الرحمن الرحيم ، له الأسماء الحسنى ندعوه بهــا.
عقيدتنـا أنَّ لله تعالى ملائكـة خلقهم من نـور ، وهم عباد مكرمون ، لا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون ، وأن الله (عز وجل) يصطفي منهم رسلًا كما يصطفي من الناس ، وأن منهم من ذكر في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة بأسمائهم كجبريل وميكائيل (عليهما السلام) ، أو بصفاتهم كحملة العرش ، وكتبة الأعمال وغيرهم.
عقيدتنا أنَّنا نؤمن بأن الله (عز وجل) قد أرسل رسله ، وأنزل عليهم كتبه ، حيث يقول سبحانه:” كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ”، وأن جميع الكتب السماوية قد اتفقت على الدعوة إلى توحيد الله (عز وجل) وعبادته وحده لا شريك له.
وأن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على رسوله محمد (صلى الله عليه وسلم) ، المتعبد بتلاوته ، المتحدى بأقصر سورة منه، وأن السنة النبوية المشرفة شارحة ومفصلة ومبينة للقرآن الكريم ، ومتممة لتشريعات ديننا الحنيف ، كما نؤمن بجميع الكتب المذكورة تفصيلًا في القرآن الكريم.
عقيدتنـا أنَّنا نؤمن بأن الله (عز وجل) أرسل رسلًا كثيرة ، منهم من ذُكر في القرآن الكريم ومنهم من لم يُذكر ، حيث يقول الحق سبحانه: “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ”، وقد بعث جميـع الرسـل (عليهم السلام) بالحق والعدل والقسط مبشرين ومنذرين كي لا يكون للنَّاس على الله حجة بعد الرسل .
عقيدتنـا أن حبَّ سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جزءٌ لا يتجزأ من إيماننا ، ونترضَّى عن أصحابه أجمعين ، وأزواجه أمهات المؤمنـين ، وآل بيتـه الأكـرمين ، وأتباعه وأتباع أتباعه الطيبين الطاهرين ، والصالحين أجمعين .
عقيدتنا أنَّنا نؤمن باليوم الآخر ، وأنه يوم يفصل الله (عز وجل) فيه بين الخلائق ، فهو يوم الحساب ويوم الجزاء ، حيث يقول سبحانه: “مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا”، ويقول سبحانه: ” لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ”، ويقول سبحانه: “فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ”، ويقول: “ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا”.
عقيدتنا أننا نؤمن بالقدر خيره وشره ، حلوه ومره ، وأن الله (عز وجل) قدَّر جميع الأشياء بمشيئته لها ، وأن الأمور كلها بيده سبحانه ، لا رادَّ لحكمه ولا معقب لقضائه ، مع تأكيدنا أن الإيمان بالقدر لا يتنافى مع الأخذ بالأسباب.