بالرغم من معرفتي بالقوانين وما ينجم عن مخالفتها من جزاء إلا أنني أقدمت وبكامل أهليتي وعن سبق الإصرار والترصد على فعل السرقة :
سرقت من الأيام حلوها
تركت عداد العمر يجري كما يريد
وتآلفت مع روحي التي هي ملاذي والحياة
أما الزمن فهيهات هيات، كم سرقت منه
سرقت حكايات جدتي التي كانت ترويها لنا، إذ غادرتنا كما غادرنا الزمن الجميل
ومن أمي طيبتها وتضحياتها التي كانت بلا حدود
سرقت من أبي السند والأمان،
واتكأت على زند أخي،
سرقت من أختي الطيبة والحنان
ثم سرقت من غيمة ماطرة شربة ماء،
ومن الشمس بعض الدفء، ومن القمر كاسا من ضياء..
ومن الشعراء بعضا من حروفهم وزينت قصيدتي بالكلمات
ولم أكتف بل رحت أسرق العنب والتين والتفاح
وخبأتهم ٠٠
أما التفاحة فقد قسمتها قسمين علني
أعيد قصة أدم وحواء
سرقت من الأشجار الحطب ورحت أبيعه في الطرقات
وبعد سيدي القاضي هل سيكون ثمة عقاب ٠٠
أم أنك سوف تقول: هاتي حزمة من الحطب وأنت براء
لكن.. هيهات هيهات أن تعفو عني
وانا ماسرقت سوى حاجتي
وتحكم علي دونما خوف ولا مراعاة ٠٠
بعثرة حروف في زمن اللامعقول ٠٠