جالسة
أُربتُ على كتف
الماضي البعيد
أعانقُ قلبي
الذي فرّ و اعتكف
في أقصى غيمة
جالسة
أناجي الذكرى
و أطبعُ القُبلة الأخيرة
على جبين الراحلين
لن أسابق الأنين
لن أبتلع إلا الحنين
المنحبس في
غياهب الروح
لن أنحني للشوق
حتى لو قضم
كل أجزائي
سأقتلعُ شراييني
و أسدلها على أسوار
المدينة الجرداء
لن أهتم بتقاسيم
العابرين المكراء
سأضيعُ بين
ثنايا العراء
سأُقيم سراديق
عزاء
سأمسحُ عبرات
منفلتة على جفون
نكراء
مَن قدموا لي برقية
تهنئة بدل قصيدة
رثاء
فقيرة أنا من الحب
حد الثراء
يوم رحيلي النهائي
سأرتدي كفني
و أمرُّ بين صفوف
الحاضرين
سأُقنعهم أن الدنيا
ليست إلا دار فناء
سأقترب منهم بكبرياء
مقتول
أشتم فيهم آخر
أنفاس الجفاء
وأتسائل :
ما هذا الحشد من حولي
حد الوحشة
وجوه غرباء تآلفت
بعد أن كانوا
أعداء
و ملامح أخرى تُلقي
تحية خرساء
يا له من كون خُرافي
حدّ الهوس
حتى عشاقي
لم يحضروا جنازتي
كانوا من ورق
خزفي
من ديواني: صليل الروح