رن هاتف المسج ،ولم ألتفت إليه إلا بعد حين انتهائي من إدراج قصيدة التوبة على صفحة الفايسبوك، سرقني الإلهام منه ومن المسج الذي أعلن بعده ثورة عارمة على تجاهلي الرد في حينه ، وعلى إهمالي لرنة كانت وخزة في قلبه، تمنى لو أنني كنت حاضرة كي أرد على الرنة برنة أقرب إليها كحبل الوريد المفعم بالروح تراقص القلب حياة فتبهجه.
بعد فوات الأوان ،وبعد طول انتظار منه ،ترددت لدي رغبة ملحة لأتخلص من رسائل المسجات المهملة، والمتراكمة، وألقيت نظرة خاطفة لتكون واحدة فقط ذات أهمية دون سواها، كانت رسالة ذابلة، لم تنتعش بشعاع الشمس صباحا، لتزهر كوردة اللوتس. لأنها حملت في طيها. خبر الإبرة الملعونة التي وصفها له طبيب جراح،
كي يزهق ورم البوح المهدى من السماء، لم يكن يدرك أنه ما كان يسمع عنه في طاولات المقهى من سقم الأجسام، و ما يقرأ عنه في كتب الطب وحالات الأطفال والشيوخ المتأخرة ،ستضرب له موعدا مع وريده المهمل منذ سنين، مكان الإبرة الملعونة،
ولم أكن هنا حينها لأنصت وإياه. على المسج، فهو لا يخبر أحدا، ولا يود ذلك، لكنه يرغب وبشدة أن يخبرني، لأنني له. كل هؤلاء الذين سيخبرهم بموعد أجله سنين عمر فائت، لم يكن يعرفني ولم يكن يدرك أين تختبئ روحي على ظهر البسيطة، ربما كان يبحث عني ليستعد لقدر جديد. اختاره من بين كثير من أصحابه المتعافين، ليضرب لنا موعدا. سويا بالإبرة الملعونة.
لكنه مفعم بالحياة، تسبق ابتسامته وجع الوريد، كأنها تطعيم من أجل محاربة أنفلوانزا الموسم، أو هي أشبه بتطعيم الكورونا، التي رحلت بعد عامين فقط، لم تكن مؤذية. للحد الذي كانوا يرعبوننا به. كذلك الورم الحميد.
لقد سأله طبيبه الخاص، هل تخاف الإبرة؟
كعادته تسبقه قهقهته في كل حالاته ، أنجز. يا دكتور نحن قدها وقدود. ههههههه
كانت ابتسامته عريضة. أكثر من المعتاد، كانت تقول كل شيء لا يذكر. ولا يجب أن يذكر. فالحياة تستمر.
الوباء غطى على كل ما دونه، لم يهلكنا ولم ينهكنا فما بال هم إبرة ملعونة. ستمر مرور الكرام بوخزة فقط لن تترك أثرا ابدا.
رن هاتفه أرد بمساج على الرسالة.
أنا. هنا. ولن تهزمنا تلك الملعونة، وسنتجاوز الأمر سويا
فتسبق قهقهته الكلمات ليسطرها. هاءا تلو الأخرى هههههههه
كيف حالك، هل أنتِ. بخير.
أنا. افضل منك. يا سيدي .
اتمناك دائما أفضل ههههههه، رد مبتسما كعادته.
وابتدئ المشوار. لأشد على يده. في وعد مني. إلى الأبد.
فلن أتأخر عن أي مسج بعد الآن. ووعد الحر دين عليه..
سألته بالله عليك. لا. تتوانى لحظة. عن القهقهة رغم الوخز ممكن؟
ههههههههه. هكذا؟
وأكثر. أكثر …نعم.
حاضر. حاضر. صدعتني. ههههههه.
هل وصل المسج؟
قصة قصيرة.