كتب عادل احمد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد :
يسعدني ويشرفني أن أتقدم بتحية شكر وتقدير لوزارة الأوقاف المصرية، مثمناً دورها الرائد وجهودها العظيمة في إثراء الجانب المعرفي لدى الفرد والمجتمع، من خلال أنشطتها الدعوية وبرامجها التثقيفية المسموعة والمرئية والمكتوبة خلال شهر رمضان المبارك، بصفة غير مسبوقة في تاريخ الوزارة.
والتي أحدثت ردود افعال إيجابية وإشادات بالغة شهد بها الجميع على كافة المستويات داخلياً وعالمياً .
ففي داخل مصر رأينا كيف تم إعداد وتجهيز المساجد لاستقبال ضيوف الرحمن في شهر رمضان المبارك من خلال خطة شاملة لنظافة المساجد بصفة مستمرة، وإعادة فرشها وصيانتها وتجديدها، ولنا في مساجد ال البيت والمساجد الكبرى الموجودة في مختلف محافظات مصر المثال الواضح الذي يعرب عن العناية البالغة ببيوت الله معنى ومبنى.
فضلاً عن المستوى الباهر لجموع السادة الأئمة علميا ودعويا وتثقيفيا والذي أصبح سمة واضحة في علماء وزارة الأوقاف المصرية بفضل البرامج الدعوية والتدريبية والتثقيفية التي تعقدها الوزارة بشكل دوري ومستمر لصقل مهاراتهم الدعوية والمعرفية.
ومنها على سبيل المثال لا الحصر الأنشطة القرآنية بالمساجد ومجالس الإفتاء والإقراء والاسبوع الثقافي في ربوع محافظات مصر بالإضافة إلى الأنشطة الدعوية والتثقيفية الأخرى كالدروس المنهجية وبرنامج المنبر الثابت بالتعاون مع الازهر الشريف ، وايضا درس السيدات ودرس النشء، والخواطر الدعوية والسهرات الرمضانية والملتقيات الفكرية التي خلقت حالة من السعادة والرضا بين جموع الشعب المصري في شتى المحافظات، والتي عبرت عن يسر وسماحة ووسطية الاسلام العظيم بعيدا عن مظاهر الإفراط أو التفريط او التكلف و التشدد.
أما في الخارج فرأينا التمثيل المشرف لعلماء وسفراء الوزارة في معظم دول العالم علميا ودعويا وتثقيفيا وسلوكيا ،و الذين أحيوا الليالي الرمضانية في أجواء إيمانية لاقت قبولاً مبهرا وإشادات بالغة من القائمين على هذه المراكز والمؤسسات الإسلامية في دول العالم كله حتى أصبحت دولة التلاوة – مصرنا الحبيبة – بشار لها بمؤسساتها الدينية – الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية ودار الإفتاء المصرية- وبعلمائها الأفاضل بالبنان.
و القرآن الكريم تنزيل رب العالمين؛ جاء تبيانًا لكل شيء؛ فهو يجمع بين الدنيا والآخرة، وبين الروحانية والمادية، و الواقعية والمثالية؛ فهو يدير شئون الفرد وشئون الأسرة وشئون المجتمع.
ويمثل منظومة اجتماعية، ومؤسسة اقتصادية، كما أنه قبل كل هذا صلة بين العبد وربه؛ قال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
وهنا يأتي دور الأئمة والدعاة بوزارة الأوقاف المصرية الذين اختصهم الله بحمل أمانة التبليغ وشرفهم بجعلهم ورثة الأنبياء والمرسلين ليبينوا للناس ما ينفعهم ويحقق سعادتهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة.
والداعية المتبحّر في تخصصه، لا يعني هذا عدم اطلاعه على غير فنه فالواجب عليه أن يكون على علم بالواقع ومتطلباته، وأن يُلمّ بجزء من فنون أخرى، وأن يدرك قشورها ومفاتيحها مواكبة وثقافة واطلاعًا.
وهو ما تقوم به وزارة الأوقاف اليوم من خلال إثراء الجانب المعرفي لدى الأئمة والدعاة عن طريق برامج التدريب المتنوعة علميا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا، لخلق جيل من الدعاة واع مستنير قادر على إثراء الجانب المعرفي لدى الفرد والمجتمع.
فما أحوجنا اليوم إلى المتخصصين فهذا بعلمه الشرعي، وهذا في دأبه على تربية الأجيال، وهذا بفقهه الدعوي، وذاك بطبه، والآخر بإجادته للعلوم البحتة، وسادس بإعلامه الإسلامي المتزن، وهذا بأدبه ونثره وشعره، وآخر بذوقه الفني الراقي، وذاك في علوم الإدارة الحديثة …. الخ.
وإزاء هذا الأمر فقدت نجحت وزارة الأوقاف المصرية في اثراء الجانب المعرفي لدى الفرد والمجتمع من خلال ترسيخ الإيمان الجازم والاعتقاد الراسخ بأن الإسلام دين يشمل كل مناحي الحياة.
فضلاً عن تبصير الناس وتعريفهم بهذه الشمولية، وشرح كيفية ترجمتها إلى سلوكيات في حياة الناس.
وأخيراً:
أستطيع أن أقول إن وزارة الأوقاف المصرية بقيادة معالي الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية قد نجحت بامتياز للوصول إلى عقول وقلوب الناس وسد وتلبية احتياجاتهم الدعوية والتثقيفية بأمور الدين والحياة على السواء بعيداً عن مظاهر الغلو والتشدد التي تفرق ولا تجمع وتهدم ولا تبني .
إيمانا منها بأن الدعوة هي صناعة الحكيم الصابر المتأني المتنوع الثقافات، صاحب العاطفة الذواق المتلطف، الذي يمتلك خاصية القياس على الأقرب وعلى الأشباه، العارف بمكمن الداء، الحاذق في وصف الدواء.
وفي تاريخ الدعوة الإسلامية مواقف كثيرة تدلل بوضوح على أن الداعية الماهر الحصيف له دور فاعل، وتأثير قويٌّ في إثراء الجانب المعرفي لدى الفرد والمجتمع
فهذا مصعب بن عمير -رضي الله عنه- يقوم بالدعوة إلى الإسلام في المدينة المنورة ـ فكان لمهارته في الدعوة أثر كبير في نشر الإسلام، واعتناق الكثيرين مِن أهل المدينة لهذا الدين العظيم، حتى دخل الإسلام أكثرَ بيوت المدينة، إن لم يكن جميعَها.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأسأله عز وجل أن يحفظ مصر وأهلها قيادة وشعبا وجيشا وشرطة من كل سوء وشر إنه هو نعم المولى ونعم النصير.