سيلانُ أنفِ الغيوم دليلٌ واضحٌ على زُكام روحي بك..
كيف هو يومك يا صاحب رواياتي الوسيم
ويحٌ لي مَا حيلَتي ومعاطفُ اللّقاء مُزّقَت أكمامها ؟!
يا تُرى، لو أنّكَ الآن بجانبي، كيف سيكون لون أسنان الفرح في ثغر حروفي، على ماذا كنّا سنبني نظريّة الأدب ونحن معًا، يدكَ قابضةً على يدي، ونحن نقرّر أيّ قاعدة سأطبّق عليها مسائل سعادتي معك.
لو أنك هنا.. يا ترى، كم نصًّا كنت سأكتب لأثبت للقرّاء أن جمال الأدب يقترن بالحبّ لا بالمآسي، أيّ تفاصيلٍ كانت العيون ستنتظر قراءتها لو كتبتك وأنت بجانبي، لو أمسكت أصابع وجودك وخططتُ عشقي لك حرفًا حرفًا، لو أنني من فيض مرحي أحببتكَ مرّتين، مرّةً بين أربع جدران، وأخرى بين دفّتي دفتر..
يا تُرى، كم دمعةً كانت ستفوت أحزان الكون حينذاك، كم حرفًا حزينًا كان سيوفَّر على اللغة التي ما برحت تبكي منذ بدء تكوينها..
كم رقصةً خسرتها رؤوسُ أصابع الأقلام، وكم عناقًا لم تطَله نقاط العشق وهي تتساقط فوق الحروف غرامًا جنيًّا..
كم رسالة صباحيّةً كان ينتظرها جيب معطفك، وكم ليلة قضيتها دون صوتٍ يلقي على قلبك أعذب ما يلقى.. وأصدق ما يلقى.
يا ترى، لو أنّك بجانبي، بأي هيئة كانت قصائد العصر ستجتاحك، وتقبّل جبينكَ شكرًا على ما صنعت بقلبي، حتى كتبتك، كتبتُ النبضات كلّها، والرعشات كلها، والأماني كلّها؛ فوق ذراعي هُيامك!
يا ترى، أيّ غرام كان سيُتوَّج خالدًا؛ لو أنك الآن.. بجانبي!