تمتلك مصر موقعا جغرافيا متميزا؛ جعلها مقصدًا للطيور المهاجرة، التي تهرب من برد الشتاء في أوروبا، وتهاجر إلى مصر مرتين سنويًا، خلال فصلي الربيع والخريف، ويعد وادي النيل المركز الثاني ضمن أفضل مسارات هجرة الطيور في العالم.
مسارات الهجرة عبر مصر
تنطلق الطيور المهاجرة خريفًا من مناطق التكاثر في شرق أوروبا، وغرب آسيا، جنوبا إلي شمال ووسط القارة الأفريقية، وذلك بحثًا عن الدفء والغذاء، وربيعا في الهجرة العكسية من أفريقيا إلي مناطق التكاثر مجددًا، وفي فصل الخريف يمكن رؤية تلك الأعداد الكبيرة في جنوب سيناء، علي الأخص في منطقة محمية رأس محمد، حيث تعتبر منطقة راحة وغذاء على مسار الهجرة، وفي الربيع يمكن رؤيتها على سواحل البحر الأحمر، كما يمكن رؤية بعض الأعداد في أغلب أنحاء الجمهورية لكن بأعداد قليلة.
و تقضي العديد من الطيور المهاجرة فصل الشتاء في مصر، وذلك على سواحل البحرين المتوسط والأحمر وبطول وادي النيل، علي الأخص في الجنوب بأسوان وبحيرة ناصر، فهناك بعض الطيور يمكن رؤيتها بأعداد كبيرة مثل اللقلق الأبيض، البجع، حوام السهول، حوام العسل، كما يمكن رؤية بعض الطيور المهددة بخطر الانقراض مثل الرخمة المصرية، والتي قدسها أجدادنا القدماء المصريين، ورغم ذلك تُعد من الطيور الخمسة المهددة بالانقراض، إضافة إلي الصقر الحر، ملك العقبان الشرقي، العقاب المنقط الكبير، أبو منجل الأصلع.
ويتضمن مسار الهجرة التي تمر بمصر منطقة وادي الأردن وصولاً إلى سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، وبعد ذلك ينقسم إلى ثلاثة أقسام من خلال ممرين يعبران من خلال خليج السويس حيث يمر أحدها من أسفل وادي النيل والثاني من الساحل الغربي للبحر الأحمر، مصر والسودان وإريتريا وإثيوبيا وجيبوتي، ويتبع الممر الثالث الساحل الشرقي للبحر الأحمر، السعودية واليمن، مروراً بالطرف الجنوبي لمضيق باب المندب ليتصل مرة أخرى مع الممرين الآخرين قبل الاستكمال جنوباً إلى الوادى المتصدع في شرق أفريقيا.
أهم المواقع لهجرة الطيور في مصر
تتميز الأراضي المصرية ببيئة صالحة لحياة الطيور المهاجرة، لذلك هناك 34 موقعًا يضم البيئات الأساسية، ففيها الأراضي الرطبة والجبال عالية الارتفاع، ووديان الصحراء والمسطحات الشاطئية والجزر البحرية، أهم تلك المواقع بحيرة البردويل، وادي الريان، جزيرة الزبرجد، جنوب مرسى علم، القسيم، الزرانيق ببحيرة البردويل في شمال سيناء، وادي النطرون، جزر سيال بالبحر الأحمر، جنوب النيل، جزر روابل بالبحر الأحمر، البحيرات المرة بالقرب من قناة السويس، خزان أسوان، نبق على خليج العقبة، السويس، بحيرة المنزلة، بحيرة ناصر، جبل علبة، جبل الزيت، بحيرة البرلس، جزر الغردقة، سهل القاع بجنوب سيناء، بحيرة ادكو إحدى البحيرات الشمالية المصرية، جزيرة تيران، رأس محمد، بحيرة مريوط، جزيرة وادي الجمال، جبل مغارة، العين السخنة، بحيرة قارون.
وأهم تلك المواقع بحيرة المنزلة، بحيرة ناصر، بحيرة قارون ووادي الحيتان بالفيوم، بحيرة الباردويل شمال سيناء، بحيرة أدكو إحدى البحيرات الشمالية، بحيرة البرلس، العين السخنة، بحيرة مريوط، جزر روابل البحر الأحمر، خزان أسوان، جزر الغردقة، سهل القاع جنوب سيناء، رأس محمد، جبل المغارة، جزيرة الزبرجد جنوب مرسي علم، وادي النطرون. وتقضي الطيور المهاجرة فصل الشتاء في مصر، منتشرة على سواحل البحرين الأحمر والمتوسط وعلى امتداد وادي النيل، في جنوب أسوان وبحيرة ناصر بالتحديد. وتتم عملية الهجرة خلال 3 مسارات، أحدها من خلال ممرين بخليج السويس، الأول يمر أسفل وادي النيل، والآخر من الساحل الغربي للبحر الأحمر، مصر والسودان وإريتريا وإثيوبيا وجيبوتي، أما الممر الثالث هو الساحل الشرقي للبحر الأحمر، السعودية واليمن وصولًا إلى باب المندب، ويتصل مرة أخرى مع الممرين الآخرين، وتستكمل مسارها في شرق إفريقيا.
ورغم ما تعانيه الطيور المهاجرة تظل مصر بموقعها الفريد أعظم مسارات الهجرة عالميًا، فقد منح الله مصر موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا، حيث يمر خلالها مسار الأخدود الأفريقي العظيم، وهو ثاني أكبر مسار لهجرة الطيور في العالم، يمر بها سنويا أكثر من 2 مليون طائر ينتمون لأكثر من 500 نوع، بينهم 37 نوع من الطيور الحوامة، وذلك في فصلي الخريف والربيع، حيث يهاجر أكثر من 2 مليون طائر سنويا خلال هذا المسار، بينهم أكثر من 1.2 مليون طائر جارح، و500 ألف لقلق أبيض، و66 ألف بجعة، ومن بين تلك الطيور هناك ستة عشر نوعًا من الطيور المهددة بالانقراض نتيجة لعدد كبير من الأسباب.
أعداد الطيور المهاجرة إلى مصر وأنواعها
يمر بمصر أكثر من 2 مليون طائر، في فصلي الربيع والخريف، ينتمون لأكثر من 500 نوع، منها ما يزيد عن مليون طائر من الطيور الجارحة، و37 نوعا من الطيور الحوامة، و66 ألف بجعة، و500 ألف لقلق أبيض.
ماهى أنواع الطيور المهاجرة؟ يزور مصر كل عام أكثر من 500 نوع من الطيور المهاجرة، منها:
طائر القلق الأبيضطائر أوروبي يهاجر إلى المناطق الدافئة ببلاد الشام وشمال إفريقيا وتركيا وهو أحد أشهر الطيور الوافدة إلى مصر، يأتي في فصل الربيع ويرحل في الخريف ويتواجد في الدلتا والصعيد.
طائر الصرد أحمر الظهرويطلق عليه المصريين اسم “دقناش الأكحل”، يأتي إلى مصر في الخريف ويمكث عدة أسابيع، ويوجد في المناطق الصحراوية الظليلة أو على قمم الأشجار.
طائر السمانيعيش في أوروبا ووسط وغرب إفريقيا، ويهاجر إلى مصر في الشتاء، يوجد دائمًا على الشواطئ ويتم اصطياده للحمه الشهي، ويعتقد البعض أنه جزء من الطعام الإلهي” السلوى” الذي منحه الله لبني إسرائيل بعد هروبهم من سيناء كما ورد في القرآن الكريم والكتاب المقدس.
طائر أبو الفصاديأتي إلى مصر في الشتاء والربيع ويعود إلى أوروبا في أواخر شهر مايو، حيث فترة التخصيب والفقس، ثم تربية الصغار.
الهدهديوجد منه نوعين هجين في مصر، ويفد إلى مصر في الخريف، ويكون في فترة التزواج حيث الطقس المناسب له.
صقر الغزاليأتي من أوروبا مرورًا بآسيا الوسطي، ويصل إلى مصر ومنها إلى شبة الجزيرة العربية وإثيوبيا، مهدد بالانقراض نتيجة للصيد الجائر وعملية التدريب على الصيد، والتي تتم بشكل غير احترافي يؤدي إلى موته.
طائر دراسة الشعيرمن الطيور الأوروبية التي تهاجر إلى مصر في الصيف للتكاثر، ويعد للطعام في فرنسا ومصر ما جعله في قائمة الطيور المهددة بالانقراض.
طائر الوروارذلك الطائر الصغير الذي يستخدم في المنازل للزينة وتأتي طيور الوروار إلى مصر وتظل بها 6 أشهر، من بداية أبريل حتى نهاية سبتمبر، ويستخدمه المصريون لأغراض التربية والزينة، وأحيانًا ما يصطاد للأكل.
المخاطر التي تواجه الطيور المهاجرة في مصرتتمثل في:
محطات الصرف التي تجذب الطيور وتقتلها
عمليات الصيد غير القانونية
التسمم من جراء التعرض للمبيدات الحشرية والزراعية
مخاطر توربينات الرياح، بجبل الزيت ، والتي تهدد مسارات الطيور الحوامة المهاجرة.
خطة الوزارة للتعامل مع الطيور المهاجرة.
- توفير “مسارات آمنة” لحماية الطيور المهاجرة من البشر من خلال: حماية أسراب الطيور المهاجرة من أوروبا إلى إفريقيا خلال رحلات الهجرة الموسمية
توفير مسار آمن للطيور في البحر الأحمر، الذي يُعدّ أهم ثاني مسار على مستوى العالم.2. تعمل وزارة البيئة على رصد وتسجيل أنواع الطيور المهاجرة فى رحلتها من خلال توفير الحماية والرعاية البيطرية لها لما تمثله من أهمية للإنسان و البيئة.3. تعتبر الطيور أحد أهم مؤشرات صحة النظم البيئية وتنظيفها طبيعيا ومؤشرا هاما للتغيرات المناخية ومادة هامة لإجراء البحوث والدراسات فى مجال حفظ التوزان البيئي والتنوع البيولوجي .4. تعد أحد الملقحات النباتية الهامة كذلك لأهميتها الاقتصادية المتمثلة فى توفير فرص العمل ببرامج السياحة البيئية وسياحة مشاهدة الطيور .5.مصر تقع ضمن أهم مسارات هجرة الطيور لكونها تعتبر جسر بري لربط آسيا واوروبا.6. يتم رصد أكثر من 500 نوع من الطيور خلال كل خريف وربيع ، حيث تقضى الكثير من الطيور الشتاء فى المناطق الرطبة بمصر مما يجعلها مشتى دولى هام للطيور المائية .7. تم وضع خطط تنفيذية لتقليل حدة المخاطر التى تواجه الطيور برحلة هجرتها بالتنسيق مع الجهات المعنية ومنها التنسيق مع هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة لتنفيذ برامج الغلق عند الطلب بمحطات طاقة الرياح وهو برنامج الغلق الجزئي لتوربينات الرياح لحماية الطيور وتقليل الفقد في الكهرباء .8. القيام بحملات تفتشية لضمان منع الصيد الجائر والعمل على رصد ومراقبة انواع الطيور و تسجيلها .9. إنشاء أول مركز تجريبى لإنقاذ الطيور فى شمال سيناء لتوفير الرعاية البيطرية للطيور فى رحلة هجرتها كذلك العمل على دمج الشباب فى قطاع حماية الطيور المهاجرة من خلال تدريب الشباب للعمل فى مجال رصد و مراقبة الطيور بمحطات طاقة الرياح
. بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس استاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان – عضو اللجنة العلمية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم