في مشهد بهي مبهج افتقدناه كثيرا، تزاملت مجموعة من القمم رفيعة المستوى، في سباق يليق بالمناسبة وصاحبها، ألقى كل ساحر منهم عصاه ليمنح الحضور أنقى لؤلؤة اقتنصها من بحر الإبداع، الذي هيأه رجل بهي الفكر مشرق الحضور، هو الدكتور المفكر بهي الدين مرسي، هذا البحر يفيض موجه بين ضفتي كتاب، عنوانها عبارة عن دوامة سحر يغرق فيها من يصل إلى شاطئها الفريد، انه كتاب ( تصحيح المسار فى منتصف العمر )، ذلك الكتاب الذي لا ينصح المفكرون فقط بقرائته، وأنما تدريس ما به من قيم ورقائق نور، حتى يكون أحد لبنات بناء شخصية مبدعة، هي نواة مجتمع راقي متفوق.
كان الحفل مهيبا، يتقدمه صاحب الكتاب المبدع الدكتور بهي الدين مرسي، ويعزف أنغام فقراته المبدعة الراقية دكتوره ناهد عبد الحميد، ويقود سفينة الغوص في بحره العميق نجوم الفكر والمجتمع، بحضور كوكبة كبيرة من أساتذة الطب والكتاب والمثقفين وأعضاء المجلس القومى للمرأة والإعلاميين، في ضيافة سينما الحضارة بدار الأوبرا .
تزينت منصة النقاش بكل من الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق، الدكتور عمرو حلمى وزير الصحة الأسبق، الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ورئيس لجنة الثقافة بالمجلس القومى للمرأة، الدكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسي، والدكتور طارق عبد اللطيف عميد معهد الأورام بالزقازيق .
الدكتورة ناهد عبد الحميد، مايسترو حلقة النقاش قالت إن الكتاب يحمل بين طياته طرحا كبيرا ومهما جدا عن قضية الوعي وبناء الانسان وقدراته ومسئولياته، فالثقافة أساس التنمية والتقدم خاصة ونحن نمضى فى الطريق للجمهورية الجديدة، والكتاب يحتوى على التفاعلات والأفكار والمفاهيم الانسانية، وكيف يتعامل الانسان منا مع الأزمات خلال مراحل حياته، ويأخذنا إلى معلومات طبية ببساطة دون سطحية وعمق بدون تعقيد، مؤكدة ان الكتاب يحمل طاقة إيجابية هائلة .
الدكتور عصام شرف، وجد خلال قراءته للكتاب، أن الكاتب تعمق فى الفلسفة وغاص فى بحورها من خلال ١٠ فصول بالكتاب، ووجد أن هناك مايربط بين كل المسائل التى تضمنها الكتاب، وهو عشق الكاتب للجمال بكل صوره كقيمة عليا، وأن العقل يرى الجمال فى الأشخاص والقيم المثلى من حق وخير وجمال، وأوصى أن يتم طباعة الكتاب بشكل مبسط للمعلومات التى تتضمنه مع إضافة صور، لكى يصل إلى تلاميذ المدارس .
اما الدكتور عمرو حلمى رأي إن الإهداء غير تقليدى ينم على أن الإنسان يأخذ بعمق الأمور، وكلماته تلمس القلب لما تحمله من مشاعر رقيقة، وثمن قدرات الكاتب وبراعته فى التعبير خاصة فيما يخص الحديث عن تفصيل وبحث كل صغيرة داخل جسم الانسان من طباع وسلوك وأخلاق وميول عاطفية .
الدكتور سعد الدين الهلالي رأي إن الكتاب منضبط جدا بداية من العنوان وحتى نهايته، مشيرا إلى أن الكتاب دعوة للقيم الجميلة مثل التسامح والسعي للتعلم، والتعامل مع الانسانية بركنين الأول هو الفطرة الانسانية الكونية، والثانية الخبرة المكتسبة، والخلاصة أن الكتاب يعد توجيهات مخلصة لصالح الانسانية .
الدكتورة هدى زكريا عرابة الذهب الفكري وحب الوطن، ترى أن الكاتب البهي الدكتور بهي يذوب فى حب الوطن، وانه توحد مع هموم الوطن والناس، ولم يسمح لنفسه أن يقع فى أغواء مهنته العليا وهى الطب، وقالت إن الثقافة نمط وأسلوب حياة، وليس معناها حصول الفرد على أعلى الدرجات العلمية .
اما الدكتور طارق عبد اللطيف الكتاب، فقد رأي الكتاب على أنه يعد تجربة حياة، وأنه قرأ الكتاب مرتين واستمتع بالقراءة الثانية أكثر من الأولى، وتساءل.. هل يمكن بالفعل تصحيح المسار فى منتصف العمر؟ وهل ما وضعه الكاتب من خطوط عريضة لتصحيح المسار قابلة للتطبيق؟، مشيرا إلى أن الثقافة هى التى تذيب الفوارق بين طبقات وفئات الشعب المختلفة .
المبدع الدكتور بهى الدين مرسى، لم يجد الا التعبير عن مشاعر جياشه تفوق حدود التصور، لكنها تليق بالحضور الراقي، فوجه الشكر للدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، لاستضافة هذه الندوة، كما وجه الشكر للسادة ضيوف المنصة والسادة الحضور، معربا عن سعادته البالغة لكل ردود الأفعال التى تلقاها والخاصة بالكتاب بداية من الطبعة الأولى وحتى الطبعة السابعة، التي يتم توجيه ارصدة بيعها لصالح مستشفى سرطان الأطفال 57357، لهذا فإن نبع الحب سيظل يفيض بلا انقطاع، ليغذي إبداعات هذا المفكر الجليل صاحب الحضور الانقي انسانيا.