أهمية الطيور
خلق الله عز وجل كل شئ بقدر ولهدف ، ومنها خلق الطيور ، والتي لها أهمية كبيرة في نظامنا المعيشي والبيئي والإقتصادي . بالإضافة إلى أنها تضفي الي الطبيعة مناظرا وهياكلا جميلة ومتنوعة وهي بآلاف وتستوطن جميع بقاع الأرض سواء أودية أو اراضى خضراء اوأراضى رطبة. وتنقسم الطيور إلى أنواع منها المقيم والزائر والمهاجر وكذلك الأنواع الغازية او الدخيلة.
طائر المينا
طائرالمينا الشائع Common myna واسمه العلمي Acridotheres tristis، وهذا الطائر مصنف من قبل IUCN على لائحة الأنواع الغازية والدخيلة ويحتل الرقم 100 على اللائحة من حيث الخطورة على التنوع البيولوجي. ويعتبر طائر المينا من طيور الزينة التي يقتنيها الكثير من الناس في بيوتهم داخل أقفاص لما له من صوت جميل مغرد، بالإضافة إلى حجمه الصغير وألوانه الساطعة من درجات البني حيث يتلون الرأس والذيل باللون الأسود وتحت عينيه يوجد جلدة صفراء اللون عارية تميزه عن الأنواع الأخرى من الطيور ويمتلك منقارا قوي ولونه اصفر ولديه سيقان طويلة تتلون باللون الأصفر أيضا وذيله قصير ويتزين حوافها الخارجية باللون الأبيض وفي أثناء طيرانها قد تلاحظ ظهور بعض البقع عليها أن كانت هذه المظاهر وهى التي تميز طائر المينا.
طائر المينا والبيئة المصرية
يعتبر طائر “المينا” دخيل على البيئة المصرية حيث إن موطنه الأصلى الهند وجنوب شرق آسيا فضلاً أنه يتميز بالذكاء الحاد والقدرة على محاكاة الأصوات والتكيف فى مختلف البيئات والتغذية على كل شىء سواء نباتات زواحف صغيرة وثدييات وجثث الكائنات النافقة.
أن طائر “المينا” سريع الإنتشار لما له من سلوك دفاعى عن المنطقة التى يعيش فيها، 1 كم وأحياناً يدخل اعشاش الطيور الأخرى مثل العصافير الدورية ويقوم بإلقاء البيض والفروخ الصغيرة خارج العش، ويتسبب طائر “المينا” فى العديد من المشاكل البيئية، حتى أنه تم إعتباره من أخطر الكائنات الغازية والدخيلة فى أستراليا، نيوزيلاندا، جنوب افريقيا وأمريكا الشمالية والدول الأوروبية.
وظهر طائر “المينا” فى مصر منذ مايقرب من حوالى 15 عامًا فضلاً أنه ظهر أولًا فى شبه جزيرة سيناء ثم بدأ فى الإنتشار فى محافظات منطقة قناة السويس ثم انتشر جنوبا وغربًا إلى محافظات البحر الأحمر و الصعيد وإلى محافظات الدلتا. ويتميز طائر “المينا” بالعديد من الصفات والقدرات عالية على التكيف فى مختلف البيئات، وتتمثل فى حدة الذكاء، تنوع مواد الغذاء، الدفاع عن مناطق التعشيش والإنتشار على حساب الأنواع الأخرى من الطيور، مما يعتبر طائر” المپنا” من أخطر الآفات الدخيلة على البيئة المصرية،من حيث الأنتشار السريع مما يؤثر بشكل مباشر على التوازن البيئي والتنوع البيولوجى.
الأضرار البيئية لطائر المينانعم إن إطلاق هذه الطيور من الأقفاص ادى الى تكاثرها وتمركزها في المدن والمتنزهات، ونظرا لصعوبة صيدها في هذه الأماكن لازدحامها بالمباني والحركة البشرية المستمرة أدى ذلك إلى حدوث خلل في التوازن البيئي في إعداد هذا النوع من الطيور، حيث يصنف من الطيور العدوانية نحو الأنواع الأخرى للطيور والثدييات والإنسان. فهو يقوم بتنافس على أعشاش الطيور وخاصة الهدهد والبوم والنقار الخشب إلى جانب ذلك يعتمد طائر المينا على غذائه في تناول فروخ الطيور الأخرى، ويقوم أيضا على التهام الكثير من الممتلكات العامة والمحاصيل الزراعية لينال مرتبة كأحد 100 أشرس كائن حي وهو يعتبر أيضا من أكثر الطيور الدخيلة العدائية الغازية التي تؤثر سلبا على البنية الاقتصادية والبيئة والاجتماعية.فإن تأثير هذا الطائر اقتصاديا ينعكس على انخفاض إنتاجية المحاصيل الزراعية للفواكه، فقد سجلت الكثير من الدراسات التي تبحث تأثير هذه الطيور على هذه المحاصيل مثل التفاح والكمثرى والفراولة والعنب والمشمش والتين حيث سجلت هذه الدراسات إتلاف هذه المحاصيل نتيجة التهام طيور المينا لها
. كما تساهم هذه الطيور في زيادة الضوضاء الصوتية لما لها من صوت مزعج وعالٍ طوال العام وذلك لاعدادها الكبيرة، وليس ذلك فقد فطيور المينا تعتبر من الطيور الناقلة للأمراض فهي قد تتجرأ في مهاجمة أطباق الطعام في طاولات المكشوفة في المطاعم وذلك يساهم في نقل الأمراض والإزعاج في الوقت ذاته.إن طائر المينا يهدد التنوع الحيوي وذلك يعود إلى تكاثره الكبير حيث قد يصل أعداده إلى 160 ألف طائر ليقوم بعد ذلك بالمنافسة الشديدة مع الطيور المستوطنة على الموائل والغذاء فقد اقتحم هذا الطائر الأنظمة البيئية بقيامه في مهاجمة الأعشاش والقضاء على الطيور الصغيرة، وإزاحة الطيور المنافسة له من موطنها وأعشاشها وأماكن سكنها ليؤدي إلى اختفائها تدريجيا ليصل إلى انقراضها. وقد صنفته منظمة البيئة العالمية من ضمن أكثر ثلاثة طيور إضراراً بالنظام البيئي
. كما تقوم أيضاً هذه الطيور في مهاجمة الثدييات كالماعز والحملان والعجول لينقل امراض تصنف بالمعدية للإنسان فان طائر المينا يسافر يوميا بمسافة تتراوح 20 كم من مكان تعشيشه الى امكان تواجد وتوافر الغذاء وفي بعض الأحيان يقوم بمهاجمة حمام المنزل والإنسان في بعض الدول.
وعن خطورة طائرالمينا يعتبر طائر «المينا» بما له من صفات مثل القدرة العالية على التكيف في مختلف البيئات، حدة الذكاء، تنوع مواد الغذاء، الدفاع عن مناطق التعشيش، الانتشار على حساب الأنواع الأخرى من الطيور) يعتبر بحق من أخطر الآفات على البيئة، حيث ينتشر بشكل سريع في البيئة المصرية مما يؤثر بشكل مباشر على التوازن البيئي.
ومع الزيادة المطردة في أعداد طائر «المينا» سوف يشكل خطرا جسيما على مزارع الفاكهة (مثل العنب، التوت، الفراولة …و غيرها). و بالتأكيد حقول الذرة و القمح و الأرز. ويتخوف العلماء والصيادين من أن يصبح هذا الطائر تهديدا للطيور المستوطنة، خصوصا وأن هذه الطيور مهددة نتيجة الصيد الجائر وانحسار الموائل، كما أن هذا الطائر يقوم باحتلال أعشاشها والقضاء على الفراخ والبيوض ويبني أعشاشه فوقها، كما أن طائر المينا يعيش بين 10 و12 سنة
. ومن جهة أخرى طائر “المينا” يدمر البيض والطيور الصغيرة داخل أعشاش الطيور المحلية الموجودة في البيئة المصرية ويؤثر على اعدادها مستقبلا، وبذلك يعتبر مسئول بشكل مباشر على زيادة أعداد الحشرات والآفات الزراعية. مما يؤثر على الأنواع الطيور المقيمة وإحداث خلل بيئى وتهديد التنوع البيولوجى،
ومن هنا يجب علينا التحذير من انتشار هذا الطائر بالبيئة المصرية، واتخاذ إجراءات عاجلة للحد من اعداده و انتشاره وإنقاذ ما تبقى من طيور برية محلية مقيمة قبل فوات الأوان وحفاظا على سلامة وتوازن البيئة والتنوع البيولوجى.
مقالة علمية
ما هي المخاطر البيئية المستقبلية التي يسببها طائر المينا في البيئة المصرية
بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس استاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان – عضو اللجنة العلمية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم