رغم آلام المرض والتي يضاعفها الحر الشديد : تابعت مباراة جديدة في شطرنج البساط الأخضر ، كانت هذه المرة بين كولر مدرب الأهلي متصدر الدوري و حلمي طولان المدرب الخلوق والخبير المحنك -اللذين فرضا شخصيتهما على رقعة المباراة – وكادت أن تنتهي بالتعادل لولا الضجة التي أثارها الفار عندما احتسب في الدقيقة ٥٧ تقريبا هدفا جميلا لحسين الشحات -لم يحتسبه الحكم محمد عادل بحجة التسلل- ولكن ضمير الفار استيقظ بعد ٥ دقائق ليعلن صلاحية الجون وبدأت المباراة في التحول بالنسبة للاستحواذ والضربات الركنية والهجمات وأوشك حلمي طولان أن يسترد ال٣ نقاط بكرة جميلة من لاعب الأهلي السابق صلاح محسن الذي تصدى لها ببراعة مصطفى شوبير الجرىء والصامد ..رشحته ليكون رجل المباراة وبالتالي سيتحدث الكثيرون عن هذه اللقطة ، لتدخل تراث الكرة المصرية عاكسة الفهم الحقيقي لبعض اللاعبين لماهية الاحتراف..
**بنى طولان قاعدة صلبة للدفاع واستثمر معها سرعة أحمد ياسر ريان ولكن كولر لجأ لسلاح الاستحواذ الذي وصل في أواخر الشوط الثاني ل٧٤ % وشاهدنا أكثر من محاولة للتهديف بعيدة عن التوفيق..ليظل هدف الشحات حديث السهرات على جميع المستويات -من البيوت إلى منصات التحليل وخبراء المقاهي – وهي فرصة للمتربصين بالأهلي ليعيدوا ويزيدوا – في حديث بدون شجون- يدعون فيه تحيز الفار مع الأهلي بدليل اعترافه بهدف الشحات الذي حصل على صحة الاعتماد من الفار ثم الحكم وأؤكد من الآن أن خبراء التحكيم الذين تستعين بهم البرامج المحترمة سيقدمون الأدلة أن الهدف صحيح.
**في كل الأحوال فإن أرقام المباراة من الاستحواذ إلى التسديدات على المرمى إلى الضربات الركنية ..كلها تؤكد أن الأهلي نزل إلى المباراة ليكمل ثلاثية الاطمئنان قبل لقاء الوداد -محور أحاديث الجميع ومحط انتظار الجماهير المخلصة متوقعين انتفاضة الأهلي ورد الاعتبار من القاهرة مما حدث في الدار البيضاء العام الماضي..
**ولست أدري كيف يتناسى البعض مشوار الأهلي الصعب وما صادف اللاعبون من إصابات وإجهاد وسوء حظ وغياب خططي في الكثير من المباريات حتى نجح كولر في إعادة التجانس والترابط والتنافس في الأداء بين اللاعبين والتطبيق الحاسم لمبدأ “الأهلي بمن حضر”
الأمر الذي أمتد هذه المرة إلى اطمئنان وثقة من الجماهير والخبراء لقماشة الفريق المتاحة لكولر ليختار منها التشكيل الأمثل لمباراة الوداد وليؤكد أن لافرق بين كهربا و شريف..سولية وديانج..شحات و مروان..أيا كان اسم اللاعب او مركزه..فأصبح التدوير تاجا على الرؤوس بعد أن كان عبئا على النفوس!
**رغم أن الفوز لم يكن مرضيا – لي ولكثير من الأهلاوية- فقد أدرك لاعبو الأهلي أن هدفا واحدا لا يكفي
ولكن علينا أن نتأمل كيف أرادت السماء أن تدعم مشوار النسر الأحمر بهدف بتوقيع الفار وكاد تاو أن يتبعه بهدفين في أخر المباراة ولكن تتضاعف قيمة النتيجة – في تقديري- أننا خضنا ٣ مباريات مرهقة من مؤجلات الدوري المزعجة في فترة قصيرة ونجحنا بالعلامة الكاملة -الحمد لله- في توطيد مكانتنا على القمة واقتربنا من استعادة الدرع ولم يعد هناك أحد من أصحاب الأصوات إياها يجهر بالقول بأن الدرع مازال في الملعب !
**الآن نستعد لمباراة الشطرنج الكبرى من شوطين..الأول في القاهرة في ٤ يونية والثاني بعدها بأسبوع في الدار البيضاء بين الخبير كولر والمدير الفني للوداد وسنرى ماذا في جراب الحاوي كولر هذه المرة ؟؟
ونتوقع أنه يرتب للقاء من النفس الطويل فيه من الفن الكثير ويبقى التوفيق هدية من الله سبحانه وتعالى للجمهور الغفير..