يجرى الآن ماراثون التقديم للجامعات، من خلال مكاتب التنسيق، وهناك من الطلاب الذين وفقهم الله في إحراز مجموع كبير تعدى نحو التسعين في المائة، وآخرون أقل من هذا المجموع، وهناك من يحالفهم الحظ في النجاح ويتسابق الكثير من الطلاب في الالتحاق بكليات القمة بالجامعات الخاصة، وهم الذين لم يوافق مجموعهم كليات القمة بالجامعات الحكومية، ويضطر أولياء أمورهم دفع مبالغ مالية باهظة حتى يلتحق أولادهم بهذه الكليات، وخاصة كليات الطب بأنواعه، وكليات الهندسة، دون النظر هل المستوي الذهني والعقلي والتحصيلي لأولادهم يستوعب الدراسة والتحصيل بمواد هذه الكليات ام لا
والحقيقة المؤكدة أن الكثير من هؤلاء أولياء الأمور يدفعون معظم مدخراتهم وربما يقترضون لإلحاق أولادهم بكليات القمة، لأنه مازالت لديهم عقدة وثقافة أن أهم الكليات هي القمة وأن المستقبل المبهر والذي يدر الملايين هو من نصيب خريجي هذه الكليات، وفي نفس الوقت هم أصحاب البرستيج والكعب العالي، كما يقولون، ولكن بنظرة موضوعية الآن سنجد هناك الكثير من هؤلاء الطلاب يمكثون في هذه الكليات عدد سنوات أكثر من المعتاد لكثرة رسوبهم، لأن المواد الدراسية أعلى من قدراتهم التحصيلية، وأيضا هناك تكدس من خريجي هؤلاء الكليات يبحثون عن فرص في السوق العمل، والقليل منهم الذين يوفقون في العمل الذي يناسب دراستهم.
ويجب أن يعلم الجميع ويتيقن أن المستقبل بيد الله، وأن النجاح والتوفيق في الحياة العملية غير مرتبط بنوعية الشهادة الدراسية التي حصل عليها، ولذا على أولياء الأمور والطلاب أن يختاروا الكليات التي تناسب قدراتهم التحصيلية، وفي المجال الذي يريده الطالب بصدق، ويحقق طموحاته وأحلامه التي في ذهنه منذ صغره، ولايقارن نفسه مع أقرانه في العائلة أو الأصدقاء من دخل كليات أعلى، ولابد أن يوقن بأن النجاح والفلاح والشهرة والغني في الحياة العملية هي أرزاق مقسمة من قبل الله سبحانه وتعالى، وما على الإنسان إلا التوكل على الله والسعي والكد والاجتهاد، ولا يتطلع إلى رزق غيره بنظرة غيرة أو حسد، لان ذلك سوف يوغل صدره بعدم الرضا، ولن يأخذ إلا ما قدره الله له.