أما بعد..
قاب قوسين أو أدنى..
من اكتمال الجرح..
أين تذهبين؟!..
وثمة وجهك الضبابي في ذاكرة الشبابيك..
في المرآة..
في صدوع العمر..
و…….وفي ملامحي..
ثمة عطرك النابي هنا..
يسرق ما بقيَ من طفولة الفرح..
ويترك روحي على موائد الحَزن..
ثمة ريحك، بين ضلوعي..
في أنفاسي..
بلا قميص ولا بشارة..
من يضع على جبيني أكاليل الزهر؟!..
وفي العمق، يحتفي اليتم بآخر أعراس الموت..
يصهل الليل على شرف استغاثات صمتي..
أين تذهبين؟!..
وأنا المسافر إليك منذ مولد الرصاص..
آبقة تلك الضحكات..
عصية على الفزع..
كيف تهيئين البنادق..
وتبقى العصافير..
سخيفة تلك الحيوات..
حين ننهزم ملء خلايانا..
حين نبتسم للنزف مرغمين..
وحين نوزع البكاء على خرائط الأغنيات..
حين نرتق وحدنا أوجاع القلب، بخيط شوق واهن..
حين تسحقنا وردة ملوثة بالذكريات..
ويرمم شرخنا مسمار في نعش نسيان..
هل أنت تعرفين..
كيف يحصد الذبول كل سنابل الدهشة..
حين نقف يأسا..
فيعبرنا الزمن..
إلى أين تذهبين؟!..
وكل آهاتي الثكلى، إلى مناجل المدى تساق..
ما كنت أعرف أنه مثلي..
يضيق ويضيق..
و……وتمرحين..
انتهى..
بقلمي العابث..