الاخبارية – وكالات
قال سكان إن دبابات إسرائيلية انسحبت من بعض أحياء مدينة غزة يوم الاثنين بينما بقيت في البعض الآخر، قبيل تقليص مزمع للقوات المشاركة في الحرب، لكن القتال احتدم في أماكن أخرى من القطاع الفلسطيني وسط قصف مكثف.
وتقول إسرائيل إن الحرب في غزة، التي حولت معظم مناطق القطاع إلى أنقاض وأودت بحياة الآلاف وزجت بسكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في كارثة إنسانية، لا تزال أمامها شهور كثيرة.
لكن إسرائيل أشارت إلى تحول وشيك في الخطط، إذ قال مسؤول يوم الاثنين إن الجيش سوف يقلص قواته في غزة هذا الشهر وينتقل إلى مرحلة تستمر لشهور من عمليات “التطهير”.
وقال المسؤول إن خفض القوات سيسمح لبعض جنود الاحتياط بالعودة إلى الحياة المدنية، مما يدعم الاقتصاد الإسرائيلي المتضرر من الحرب، مع توفير وحدات تحسبا لنشوب صراع أوسع في الشمال مع جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.
وهزت نيران المدفعية المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل منطقة الحدود منذ اندلاع الصراع في غزة، ومن شأن أي تصعيد جديد أن يهدد بنشوب حرب إقليمية أوسع نطاقا.
ومن ناحية أخرى هاجم مسلحون متحالفون مع إيران في اليمن سفن شحن في البحر الأحمر، مما أثار ردا عسكريا أمريكيا، وذكرت وسائل إعلام إيرانية يوم الاثنين أن سفينة حربية إيرانية دخلت الممر المائي.
واندلعت الحرب عقب هجوم مباغت شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص. وتقول السلطات الصحية الفلسطينية في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس إن الهجوم الإسرائيلي أدى إلى مقتل أكثر من 21900 شخص.
ودفع حجم المعاناة في غزة، حيث أدى القصف إلى نزوح جميع سكان القطاع تقريبا من ديارهم، حلفاء إسرائيل الغربيين بما في ذلك الولايات المتحدة إلى حثها على تقليص نطاق الهجوم.
وذكر سكان في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، في الجزء الشمالي من الجيب حيث تركز الهجوم الإسرائيلي في البداية، أن الدبابات انسحبت بعد ما وصفوها بأنها أعنف عشرة أيام من الحرب منذ بدء الصراع.
وقال ناصر، وهو أب لسبعة أطفال يعيش في حي الشيخ رضوان ولم يذكر اسم عائلته خوفا من الانتقام الإسرائيلي إن الدبابات كانت قريبة جدا. وكان السكان يرونها أمام المنازل مما جعلهم غير قادرين على الخروج لملء المياه.
وأشار سكان إلى أن الدبابات انسحبت أيضا من حي المينا بمدينة غزة وأجزاء من حي تل الهوى، بينما بقيت في بعض المواقع في الحي الذي يشرف على الطريق الساحلي الرئيسي في القطاع.
ومع ذلك، لا تزال الدبابات في أجزاء أخرى من شمال غزة، وقال مسؤولو صحة إن بعض من كانوا يحاولون العودة إلى منازلهم في منطقة جنوب مدينة غزة قتلوا بنيران إسرائيلية يوم الأحد.
وقال سكان إن القتال في مناطق بوسط القطاع استمر بلا هوادة يوم الاثنين، حيث توغلت الدبابات في البريج واستهدفت غارات جوية النصيرات والمغازي ومدينة خان يونس جنوب القطاع.
وأظهرت حماس أنها لا تزال قادرة على استهداف إسرائيل بعد أكثر من 12 أسبوعا من الحرب، حيث أطلقت وابلا من الصواريخ على تل أبيب خلال الليل.
* مرحلة جديدة
يأتي تحول إسرائيل إلى مرحلة جديدة في الصراع بعد عمليات القصف التمهيدية ثم التوغل البري الذي بدأ في 27 أكتوبر تشرين الأول. واستمرت الضربات الجوية والمدفعية في دك القطاع بأكمله خلال تلك الفترة، مما أدى إلى تدمير مناطق كبيرة منه.
ومع اجتياح الدبابات والقوات الإسرائيلية لمعظم شمال غزة، إلى جانب استمرار التوغل في وسط القطاع ومناطق في الجنوب، ترد حماس بنصب كمائن على طريقة حرب العصابات من أنفاق ومخابئ في الشوارع الضيقة بالقطاع.
واحتجزت حماس 240 رهينة في السابع من أكتوبر تشرين الأول وتعتقد إسرائيل أن 129 ما زالوا محتجزين في غزة بعد إطلاق سراح عدد من الرهائن خلال هدنة قصيرة ومقتل آخرين في ضربات جوية أو محاولات إنقاذ أو فرار. وتسعى قطر ومصر للتفاوض من أجل الاتفاق على هدنة جديدة وتحرير الرهائن.
وتخشى دول في المنطقة من اتساع رقعة الحرب. والمواجهات الدائرة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول هي الأعنف منذ آخر حرب كبرى بينهما في عام 2006.
وقال المسؤول الإسرائيلي “لن يُسمح للوضع على الجبهة اللبنانية بالاستمرار. إن فترة الستة أشهر القادمة هي مرحلة حاسمة”.
وقصفت إسرائيل أيضا مواقع في سوريا. من ناحية أخرى استهدفت فصائل مدعومة من إيران هناك وفي العراق أيضا حلفاء إسرائيل الأمريكيين.
وفي البحر الأحمر، أدت هجمات الحوثيين على السفن إلى تحول العديد من شركات الشحن بعيدا عن الممر المائي الحيوي، إذ اضطرت لاتخاذ طريق أطول بكثير حول أفريقيا، مما أدى إلى تعطيل التجارة العالمية.
وأطلقت الولايات المتحدة وبعض حلفائها مهمة بحرية لحماية الشحن، مما يهدد أيضا بتصعيد جديد مع الحوثيين المتحالفين مع إيران.
وذكرت وكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية الإيرانية يوم الاثنين أن المدمرة البحرية الإيرانية ألبرز عبرت مضيق باب المندب ودخلت البحر الأحمر.
* الحدود بين غزة ومصر
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم السبت إن إسرائيل سيتعين عليها السيطرة بشكل كامل على حدود قطاع غزة مع مصر، وهي منطقة مكتظة الآن بالمدنيين الفارين من القصف العنيف في أنحاء القطاع.
ومثل هذه الخطوة ستمثل بحكم الأمر الواقع تراجعا عن انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، مما يثير تساؤلات جديدة بشأن مستقبل القطاع وآفاق إقامة دولة فلسطينية.
وقالت واشنطن إنه يتعين على إسرائيل السماح لحكومة فلسطينية بالسيطرة على غزة عندما ينتهي الصراع.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض يوم الأحد “نتبنى وجهة نظر مختلفة تماما هنا فيما يتعلق بالشكل الذي يجب أن تكون عليه غزة بعد الصراع”.
وأشار حسين الشيخ المسؤول الكبير في السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة عبر موقع للتواصل الاجتماعي إلى أن سيطرة إسرائيل على الحدود دليل على قرار “لإعادة الاحتلال بالكامل”.