صدرت الرواية الثانية للكاتب محمد سيف النصر عن دار عين حورس للطباعة والنشر والترجمة، والتي جاءت بعد روايته عبد القادر المصري والتي تنتمى لأدب الجاسوسية..
في روايته الأشاير والبشاير؛ والتي ستشارك بها دار النشر في معرض القاهرة الدولي للكتاب، عاد بنا الكاتب إلى أواخر الحقبة الملكية في مصر، وقد استطاع الكاتب أن يجمع وببراعة بين ألوان المطامع المختلفة والتى تشابكت فيما بينها في تناغم سلس لتبدو وكأنها عناصر شتى لمخطط واحد غير منفصل تحت عنوان الأشاير والبشاير..
تدور أحداث الرواية في إحدى المدن الساحلية والتى اشتهرت بكثرة مساجدها وأضرحتها حيث المقامات وأصحاب المدد، الذين تقام في حضرتهم حلقات الذكر، وتقام على شرفهم الموالد والاحتفالات المهيبة، وحيث يستغل أصحاب النفوذ ما كان سائدا آنذاك من خرافات أكسبها ما تتستر خلفه من رداءات الدين سطوة وهيبة ، مثل (مسيرة الخليفة) ذلك الميراث الساذج الذى خلفه الفاطميون؛ والذى يدعي اتباعه والمنتفعون من حولهم أنه خليفة المسلمين، حيث يخرج ذلك المترنح في ردائه الأخضر تتقدمه البيارق والأعلام وفرق الإنشاد الديني في المناسبات الدينية الكبرى والتى كانت تعرف بـ “الأشاير”، لتكون تلك الاحتفالات مسرحا لجرائمهم؛ مثل تهريب وتجارة المخدرات، حتى بات القتل والتنكيل مصيرا محتوما لكل من تسول له نفسه أن يعطل مسيرتهم تلك ، فكثرت حوادث القتل بالمدينة وتصاعدت وتيرة الأحداث لتصل المعلومات للسرايا في القاهرة حتى تلقى رئيس وزراء مصر ووزير داخليتها في ذات الوقت أمرا بمتابعة هذا الملف بنفسه.. لينتقل التكليف بالتبعية إلى حكمدار المديرية، ثم إلى البكباشي (مصطفى الصيرفي) الذى دخل المدينة في هيئة المجذوب الهائم في ملكوت الله..
وفى ليلة جمعت بين مقتل أحد الخلفاء المزعومين، وتسليم صفقة كبيرة من المخدرات، تم القبض على حمدون، وعدد من رجاله لتكشف الأحداث عن علاقته بحليم “اليهودي” الذي تربطه علاقة قوية بأحد نواب البرلمان والذي يسهل له دخول المخدرات عن طريق البحر من إحدى الدول المجاورة..
تتطور الأحداث وتلقي الرواية الضوء على زيارة النحاس باشا إلى لبنان وإبرام الاتفاق بين البلدين بضرورة تشديد المراقبة على السواحل لمنع تهريب المخدرات، وينجح البلدين إلى حين، وتأبى قوى الشر الخفية تجميد ذلك النشاط المدمر، فتحاول كسر الحصار الأمني المفروض من البلدين، فتتحرك تلك القوى لمساعدة حليم ودعمه؛ لتظهر مكونات الشخصية المصرية، وما تشتمل عليه من حس وطني، فنرى أجهزة الدولة وهى تعمل في تناغم رائع ..
وتدور الأحداث في حبكة درامية ممتعة ليظهر البكباشي الصيرفي في المشاهد الأخيرة أثناء القبض على حمدون وقد تبدت في حوارهما أبدية الصراع المستعر بين رجال الحق وأعوان إبليس وخدمته
حمدون للصيرفي: اوعى تفكر انكم انتصرتوا، صحيح كسبتوا جولة، لكن اللي جاي مرار
البكباشي الصيرفي: البلد دي ولادة ياحمدون واحنا مبنخسرش ولا بنتكسر……..
وتمر سيارة البوليس من الحارة وبداخلها حمدون وباقي أفراد العصابة والأهالي يستمعون عبر الراديو للبيان الأول لثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ الذي يلقيه البكباشي محمد أنور السادات وسط تصفيق حاد من الأهالي.