هذه لوحة رسمها الفنان الإنجليزي ” ويليام هور ” المثير فيها ليس أنها فقط لعبد أسود او لانها توجد وسط لوحات نبلاء الإنجليز ولكن حتى طريقة رسمها كانت مميزة بإبراز جمال وجهه وإبراز شخصه عكس ما كان متعارف عليه من تشويه وجوه العبيد أو جعلهم جزء من صور لأحداث أو أشخاص بيض مهمين .
هذه اللوحة لعبد أسود اسمه ” أيوب سليمان ديالو “
فما قصته ؟
هو ابن عائلة مسلمة من السنغال في سن ال١٥ كان حافظًا للقرآن و دارسًا للمذهب المالكي ولكن حياته تحولت من طالب علم إلى رعب العبودية عندما اختطف وهو في سن الثلاثين وأرسل إلى الولايات المتحدة ليصبح عبدًا .
هناك رغم عذاب العبودية حافظ على إسلامه وكان يذهب للغابه ليصلي الفروض الخمسه ولكن تعرض الى مشاكسات دفعت به الى الهرب كان يرميه الأطفال بالقاذورات على وجهه ففر و أمسكوا به و حوكم وحبس ؛ وفي السجن كتب رسالة لوالده في إفريقيا.
تلك الرسالة وقعت في يد مدير الشركة الأفريقية الملكيه ومؤسس مستعمرة جورجيا، ” إدوارد اورثيچول “
تأثر إدوارد جدًا بكلمات ديالو واسلوبه فقرر تحريره من العبوديه وأرسله إلى بريطانيا كرجل حر .
وصل ديالو بريطانيا حرًا وكون صداقات مع الطبقة الأرستقراطية و كان يناظر الأساقفة و رجال الدين المسيح حول الإسلام .
وفي وقت كانت الميز العنصري سائدا كان الناس معجبون بذكاء ديالو ، مبادئ التوحيد التي يمثلها ويتكلم عنها كثيرا.
فكان أن قام الفنان ويليام هور برسم صورته ليس كشخص عادي ولكن كنبيل من النبلاء مظهرًا جمال وجهه و قد ابرز القرآن الذي كان يعلقه ديالو على صدره.
هذا القرآن واحد من الثلاثة مصاحف التي كتبها ديالو من الذاكرة فترة سجنه .
لوحة أظهرت عظمة شخصية بقطع النظر عن دينها الا انها حافظت على قيمها و معتقدها و ايمانها بدينها و لم تتخل عن هويتها كمسلم أسود في وقت العنصريه والتعذيب والاستعباد فحصدت الشرف والذكر الرفيع….