ثم أي..
وإن السكوت عن الشكوى حال عدم الجدوى..
يستتبع تمام اللامبالاة حال عودة من غطى ران التجاهل قلبه، وصم أذنيه..
ثم أنه حال بزلاته بين الخطيئة والصفح، وإن كان قلبك جبل على العفو والتجاوز..
وما طغيت حين فعلت، لكنها ثمار ما اكتسب من إثم الغياب..
هي التي أسقطت جذع النسيان، فصارت ذاكرة قلبك جذوة من نار..
لا تعرف حينها كيف تطفئ غضب الخذلان، رغم أنك غارق في لجة الحنين..
ولئن تكون قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، فتجمع مرارك وألمك في جعبة الرحيل زادا..
وتحزم حقائب الذهاب إلى غير رجعة..
أولى لك من أن تنهار لأجل عزيز، نزعت غدراته مكانته وأسقطته من على عرش قلبك..
دون أن يحمل في مواجهة ذلك الأعزل سيفا ولا رمح..
هي الحرب، وقد اشتعل أوارها بين ضلعين..
وقد اختارتك أرضا لضحيتها الجديدة..
لمزيد من الدماء، ومزيد الخيانة..
فكيف لمن جبل على صناعة الحزن أن يمد لك يدا تحنو على كسورك فترممها، أو تلملم بعثرة روحك من شاسع الأمنيات؟!..
كيف يمنحك متكئا يترفق فيقيك عثرات الطريق؟!..
وإنه لطويل جدا..
وإنك على قيد السقوط..
فاذهب..
احمل حروبك، وجيشك الخائب، وفراغك من كل ما يقيك طعنة مسمومة..
ستأتيك حتما إن بقيت، وإن رفعت راية السلام والاستسلام..
دعهم يضحكون الآن ملء ما يريدون..
ففرحهم لن يختزن..
وإن كان حزنك أدوم وأبقى..
سيعودون باكين في الغد..
يموتون كمدا..
وإنك لن تعود يا صديقي..
وإن امتد الأبد بعدها أبدا..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..