في المدى
ازرع الان قمحي فيكبر في الأرض و الأرض تبكي
أنا أبكي و يسيح دمي نايا
عندما يحزن الناي أكتشف الان صوتي
انه أسوء من أحزاني
وأحزاني راحت تبتسم
لا تصرخ في وجهي
ها … اشبهني
لا أشبهك الان اشبه بعضي
اشبه جمر الماء و لا اشبه الريح
حين تطير الى حضني
وأربي في قلبي نهرا
يتبلل بالماء يعبر جمرا على كتفي
حين تنسى الكروم مذاق النبيذ
وتغزل دالية
ربما تحبل الان بالعنب
ربما تجهض الان في أفق شاحب
ربما أغزل القُبْح والجهل
من سمرتي
كي اخرج مني اعود الي
توقف عن الخطو تحت الضوء
منخرط في الأرض اليباب
و يبق صراخ الريح
صهيل الدماء
أنا لا أرض أعانقها
غيرأرض أبي
أنا لا أرض أشعلها
أسكب الظل في الماء
يكبر جرحي ويكبر ظلي
تحت سقيفة أضوائي
و أنا البئر و العطش
و الموت ألفناه
ثم شربناه
لا الأرض تشبهني
لا الموت غدي
لا الحدائق لا البئر لا التواريخ لا الصمت لا الهجر احياني
لا سيف يحاربني
لا الماء لا الطين لا الكف يأوي بعض الرماد
أنا أفنى
صوتي لغتي تفنى
لا يبق سوى شهوتي
لا تغلق بابي
فوجهي صار دم
كي يراني جرحا تعفن في مدني
كي يراني حبة قمح يعشقها الفقراء
الذين على سمرتي عاشوا
كي أكون أنا
فأنا لا أعرف عمقي
عمقي يعرفه الفقراء
و لا أدري أن البائع المتجول يعرفني
حتى بائع الشاي يعرفني
حتى بائع الرمل و البحر يعرفني
لا تقل عني مطرا سقطت من دمي
لا تقل أن الريح في الجو تزرعني
في طست الغروب أخبىء نعلي
كي أمشي في الليل وحيدا بلا وجهي
و أنا سيدي لا أعرف نفسي
ها …
أنا غجري يقشر هذا المدى
في يدي / وردة /غربة/غيمة/ اهة / منديل /شربة ماء
ها …أنا تحت دالية الوقت ضيعت ملكي
ظللت أزف الدموع الى خيمة ريشها من ضلوعي
التى هطلت بغتة من دمي
كنت أستل منها توهج نبض المدى
وعناقيد شوق تفيض على شفتي
وانسكبت كماء الروح على وجعي.
و تضيق الأرض …تضيق …تضيق …تضيق…
و يطلع ذئب الفجيعة كامرأة زرقاء يعيد الى الماء شهوته
ودمي اه يا أرض صار اناء
فتصير المسافات فاضحة لدمي
فتوسدت بالليل و الملح يغسلني
هو ذا ماء العرش يسقي دمي
و الليل تعرش يوقد مجمرتي
و أنا أتوسد ذئب الألم
كنت وحدي أنتف ذئب الوقت و ذئب الوقت يسامرني
يتوسد في كبدي
يتعرى يراود تفاحة القلب
يملأني و يفيض على جسدي
اه…سارقة الماء
لا الماء مائي …لا النار ناري …
فصبي كل الدلاء
فما عاد الماء يروي عشبي
و ما عادت النارتغوي أرضي
أموت اشتياقا و تفاحك اليتدلى في باب حقلي
يديك تسابيح راهبة أفنت العمر في الصلوات
و تخبز حزنها جبة للشتاء
أرى دمها غيمة تتسلى على عشب أوردتي
يئست من مناجاتها لحطام القمر
كيف أزرع في حقل قلبي شعير الكلام
وكيف أقاتل في بلد خمرها في يدي
كبدي صار خيمة ورد تمدد رمانها في القفار
كأن خطاي زنابق ماء تعرت
و كل الجهات تجيء و تسرقها من دمي
اه …مولاتي …أسقيك دمي
أهطل أيها الدم قمحا و رمانا
يا دمي أنا من قتلته يداي
و الناس تخلت عنك و عني
و لحمي ما زارته أزارقة الفجر
أرتدي من دون ثيابي جراحي
و أعطى الذين أبوا …عشب مائي
لأجمع أشلائي
يا ويحي أسلمت مائي لأرصفة لا تأتي بالقمح للفقراء
أواه…و كأسك هذا تكسر في وحشة الوقت حتى غدا غابة في الهواء
و كأسك هذا يقاتل حتى انتهى في دمي
اه …مولاتي
ها …أنا غجري يقشر هذا المدى
في يده وردة /غربة/غيمة/ اهة / منديل /شربة ماء
ها …أنا تحت دالية الوقت ضيعت ملكي
ظللت أزف الدموع الى خيمة ريشها من ضلوعي
التى هطلت بغتة من دمي
كنت أستل منها توهج نبض المدى
وعناقيد شوق تفيض على شفتي
وانسكبت كماء الروح على وجعي.