كتب د. عبد العزيز السيد
عقد جناح الأزهر الشريف بمعرض الكتاب الدولي، اليوم الأربعاء، ندوة بعنوان «دور الدولة في الحفاظ على الهوية والتبصير بأخطار الغزو الثقافي» حاضر فيها السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، د. نظير عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والسفيرة سامية بيبرس، عضو مجلس أمناء مجلس الشباب المصري للتنمية والمدير التنفيذي لمشروع تعزيز الهوية الوطنية بالمجلس.
وأكدت السفيرة سها جندي، أن هناك تعاونًا مستمرًا مع الأزهر الشريف من خلال مبادرة «اتكلم عربي»، إيمانًا بأهمية دور اللغة العربية في تشكيل وجدان الأجيال القادمة، وتعميق الولاء والانتماء لدى أبناء المصريين بالخارج، كما تتعاون وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، مع الأزهر الشريف لتطوير أساليب تعليم وفهم اللغة العربية، باعتبارها لغة بناء الإنسان، ولغة القرآن الكريم، وواحدة من أكثر خمس لغات تحدثًا في العالم فهي اللغة التي يتحدث بها أكثر من 400 مليون شخص حول العالم، وأحد أغنى لغات العالم، وتمكنت الشعوب الناطقة بالعربية من إظهار إبداعاتهم في مجالات الثقافة والأدب والفنون، وانطلاقًا من ذلك فإن فهناك أهمية كبيرة للعودة إلى القيم والحفاظ عليها، والتركيز على حضارتنا العريقة، خاصة في ظل وجود كثير من التحديات التي أثرت في وجهة نظر الشباب ومعتقداتهم الثقافية والفكرية.
فيما أوضح د. نظير عياد، أن الحديث عن قضية الغزو الفكري لم يعد من باب الرفاهية في القول أو لم يعد من باب الأمور الثانوية؛ فالواقع الحياتي والظروف التي تحيط بالبيئة العربية تفرض على المؤسسات الدينية، والمؤسسات المسئولة على اختلاف تخصصاتها نوع من التكامل لحماية هذا الجيل الذي ربما ينبطح لا ينفتح على هذا الغزو الثقافي الذي يمكن أن يقضي على الأخضر واليابس، مؤكدًا أن هذه القضية واحدة من أهم القضايا التي أولاها الأزهر الشريف موفور العناية؛ باعتباره مؤسسة علمية عالمية فضلًا عن كونه إرادة إلهية ومشيئة ربانية؛ أوكل إليه بمقتضى هذه الإرادة الإلهية أن يكون حصنًا للدين والقيم واللغة، وفي سبيل ذلك خط الأزهر الشريف جملة من الخطوات بعضها من باب الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، من خلال بعض المراكز التي أنشأت، وبعض الإصدارات العلمية التي صدرت وبعض البيانات التي قيلت وبعضها نوع من التكامل والتعاون بين الأزهر الشريف وبين مؤسسات الدولة المختلفة سواء كانت هذه المؤسسات توصف بأنها بحثية أو تعليمية أو مجتمعية واقعية، كما أن الأزهر الشريف قد خطى هذه الخطوات إيمانا منه بخطورة الواقع إذ لا يخفى على حضراتكم أن هذا الغزو فرض نفسه على الواقع نتيجة عدة أمور: أولًا: الاستشعار بالهزيمة النفسية أو ما يتبادر على الألسنة بالردة الحضارية أو التراجع الحضاري، وربما يعتقد البعض أننا ندعوى إلى مقاطعة للثقافات الأخرى والحضارات المتعددة فهذا ليس بصحيح؛ والصحيح ما عبر عنه ابن رشد الفيلسوف بقوله: إن النظر في كتب القدماء واجب بالشرع فما كان منه محمودًا قبلناه وشكرناهم عليه، وما كان فيه من خطأ وأمكن تقويمه قومناه ونبهنا عليه، وما كان فيه من خطأ وتعذر تقويمه حذرنا منه وعذرناهم فيه
وأشارت السفيرة سامية بيبرس، عضو مجلس أمناء مجلس الشباب المصري للتنمية والمدير التنفيذي لمشروع تعزيز الهوية الوطنية بالمجلس، إلى أن منظومة القيم والأخلاق هي جزء من الهوية والمعتقدات الدينية، واللغة العربية أحد أهم مقوماتها، لأن الأمة التي تعتز بلغتها هي التي تعتز بهويتها الوطنية، وهناك أهمية كبيرة للحفاظ على العادات والتقاليد، والحقوق والالتزامات التي تقع على عاتق مواطني الدولة، لافتة إلى أن مفهوم الغزو الثقافي الغربي عبارة عن مجموعة السياسات والممارسات التي تنتهجها أمة بذاتها لاستهداف أمة بعينها، مؤكدةً أنه أكثر خطورة من الغزو العسكري، حيث يستهدف القيم الوطنية، وينال من المعتقدات الدينية ويزعزع القيم والأفكار والعادات والتقاليد التي تحكم أبناء الأمة، كما يستهدف عقول الشباب من خلال الذوبان في الثقافات المختلفة والانسلاخ من الهوية الوطنية وفصل المواطن عن هويته الوطنية؛ وأشارت إلى أنه لحماية الشباب من مخاطر الغزو الفكري والثقافي، ينبغي أن يتعلم الشباب ويتدرب جيدًا على كيفية انتقاء العناصر التي لا تتنافى مع قيمنا الثقافية، إلى جانب أهمية دور الأسرة والدور التكاملي للمؤسسات التعليمية المختلفة بالدولة.