ومَا كَانَ بِضَائرِ عظَمتهِ، ولا ضَيرَ لعصمَتِه، عُتُو الخُذلان الأرضي، فقد ارتقى إلى أقصَى السَمَاوَات بالخِتم النُبَوي، كإمام الأنبياء المُتَوج، وخَاتَم الأنبياء المُتَوَهج، وأكمل الخَلق المُعَرِج..
أمَا وقد نَزَل مُفَعَماً بالنبرَاسِ والنُور، مُتَدَثراً بلآليء الغبطة والسُرور، غشيَ الأرتال بكمَاله وجمَاله، وامتطىَ صهوَة السَبق والحَق بتمامه وبيانه، يعلُو مُنفرداً مُتفرداً بالطهور المُهندم، ولا يَخبُو قَمرُهُ في الدُجَى الأظلم…
مدحه العرب والعجم وما وفَوُا كماله، فأنىّ يُمدح مَن بَريَ جوامع الكلم بلسانه… …
الصادق الأمين بإجماع الداني والقاصي، والبشير النذير للتقي والعاصي.. …
سابقٌ لا مسبوق، صادقٌ مصدوق،،
في حمل الرسالات آخِرٌ وأخيَرُ، ولكل الدواب آسرٌ مُؤثرٌ يَزهُر…..
زكاه ربه في كل نواحيه وصفاته، وآثر نداءه بمقام التكليف في كتابه عن سائر أنبيائه… …
لم يَعزُبُ أو يبخلُ عصرٌ اشرئباباً لرفعته، ولم يخلُ فَجرٌ من إشراق ومضته…
ففيه أصدق بيت قالته العرب :
فَمَا حَمَلت مِن نَاقَةٍ أوفَى برَحلِهَا أبرُ وأَوفَى ذِمةٌ من مُحَمد..
وكعب بن زهير يمدحه بالقول النضير : إنّ الرَسُول لنَورٌ يُستَضَاءُ به – مُهَندٌ من سِيوفِ اللّه مَسلُول..
وحسان يُدبج في حبه سطوراً فائقة البيان : وأحسنُ مِنكَ لَم ترّ قَط عَيني – وأجمَلُ منكَ لم تَلد النسَاء – خُلقتَ مُبرءاً مِن كُل عَيبٍ – كَأنَكَ قَد خُلقتَ كَمَا تَشَاء…..
وشوقي على منوال المادحين متمماً : يومٌ يَتيهُ عَلى الزَمانِ صَباحهُ – ومَسَاؤهُ بمَولدِ مُحَمَدٍ وَضَاءُ …
وبنو فرنجة يبجلون مقامه صاغرين ، فيصدح فولتير في وجه بني جنسه ناصفاً سيد الثقلين : لقد قام محمدٌ بأعظم دور يمكن أن يقوم به إنسان على الأرض، إن أقل ما يقال عن محمدٍ أنه جاءَ بكتابٍ وجاهَدَ وشريعتهِ لم تتغير قط، أما أنتم ورجال دينكم فقد غيرتم دينكم عشرين مرة…
ويتدلى اسمه ويتجلى بريقه كأول الخالدين مقاماً وتأثيراً، على حاشية كتاب الخالدون المئة…. اعترافاً وإصغاراً من مؤلف الكتاب اليهودي الأمريكي وليم هارت…..
أيها المسلمون فاخروا بنبيكم، فلعمر الله قد أقسم ربه بحياته في كتابه ( لعَمُرُكَ إنَهُم لَفي سَكرَتِهِم يَعمَهُون ) الحجر 72
وايم الله قد جمع الله له بين الشمس والقمر ( وَدَاعِياً إلى اللّهِ بإذنِهِ وَسِرَاجَاً مُنِيراً ) الأحزاب 46