د. أحمد حجازي: الحفاظ على البيئة وتحسين أوضاعها مسألة وجود
النائب الطاهر سليم: التثقيف البيئى يجب أن يكون على قمة أولويات المجالس النيابية
خالد مبارك: الإرتقاء بالمستوى التوعوى فيما يتعلق بالتراث الطبيعى المصرى المتفرد
متابعة – ياسر السنجهاوى
رغم كثرة وتنوع العلوم البيئية إلا أن الثقافة البيئية لازالت محدودة الأنتشار ومحصوره في أواسط غير ممثلة لجميع شرائح المجتمع وهو ما أدى إلى الإنفلات أو الفوضى البيئية نتيجة تضخم بعض المشاكل البيئية المزمنة وما ينتج عنها من تداعى السلوكيات والنظرة السلبية تجاه الفكر البيئي الذي يعتبره البعض معوقا للتنمية مما جعل الثقافة البيئية وتنمية الفرد والمجتمع
محور الجولة التفقدية التي نظمها المرصد المصري للتقنيات البيئية للمحميات الطبيعية بالفيوم ضمت أساتذة الجامعات وخبراء من اليونسكو وبعض نواب البرلمان وعدد من الصحفيين والإعلاميين وخبراء البيئة
للوقوف على أوضاع هذه المحميات خاصة محمية بحيرة قارون ومحمية وادى الريان
وأستهلت الجولة بندوة عن الثقافة البيئية وتنمية الفرد والمجتمع حاضر فيها الدكتور أحمد كامل حجازي أستاذ علوم البيئة التطبيقية بجامعة القاهرة رئيس اللجنة الوطنية لصون الطبيعة وعضو اليونسكو الذى أكد أن الثقافة البيئية تلعب دوراً في تقريب وجهات النظر الإجتماعية والاقتصادية والسياسية في التعامل مع مشاكل الفرد والمجتمع من أجل الحفاظ على البيئة وصونها وتحسين أوضاعها في ظل التقدم التكنولوجي السريع في كافة المجالات والنمو السكاني وندرة الموارد مما يؤكد حتمية التوجه إلى الثقافة البيئية للمساهمة في تعريف الفرد بالبيئة وتنمية عاداته وتقاليده وتحسين سلوكياته والتعبير عن الذات والتواصل مع الآخرين وتعميق البعد الإنساني والقيمي بالإضافة إلى تنمية الحس الجمالي والخيالي والميل الإبداعي واحترام حقوق الغير في بيئة نظيفة خالية من مظاهر الفوضى مع بناء شخصية علمية تحفز البحث وتنمي الإبداع من واقع البيئة
وأضاف الدكتور حجازي أن ثقافات المجتمعات المتقدمة تتميز بالنشاط والدينامية والمرونة والقدرة على التكيف السريع مع المتغيرات البيئية مما يهيئ لها فرصاً أفضل للبقاء والتغلب على مشاكلها أما المجتمعات النامية فثقافتها سكونية وتتفاقم فيها المشاكل البيئية دون أن تجد لها حلولا جذرية حيث يدور جدل ساخن عن قضايا البيئة ولكن يغيب عنه المنهج والفعل العملي التطبيقي والنظرة الدينامية كما تغيب الفاعلية الإجتماعية والإبداع المعرفي المتجدد مما يفقد هذه المجتمعات القدرة على التكيف مع واقع محلي أو عالمي عماده التطور والمنافسة مثل هذه المجتمعات تحتاج إلى ثقافة بيئية تعني بإبداع الفكر والفعل لا ثقافة الكلمة والشفاهية ثقافة تربط بين الفكر والواقع الذي يؤسس ويبني قدرات الفرد والمجتمع من أجل فهم القضايا والمشاكل البيئية وذلك درءا لعواقبها فحين يغيب الهدف البيئي الإجتماعي والرؤى الموحدة يغيب الحافز للتعامل الإيجابي مع قضايا البيئة ويتحول المجتمع إلي مستهلك لثقافات أخرى دخيلة تضره أكثر مما تنفعه لذا يجب أن تتطور الثقافة البيئية بتطور المجتمع ومشاكله
مشيراً إلى أن الثقافة البيئية تتميز بالجمع بين الثقافات القديمة والحديثة، المحلية والإقليمية أو الدولية والكونية لذلك فإن التخطيط للثقافة البيئية يجب أن يعمل على زيادة التفاعل مع ثقافات الغير والتعاون معها وليس نبذها ومعاداتها ومواجهتها ويعد التعليم والثقافة البيئية وجهان لعملة واحدة العلاقة بينهما علاقة تأثير متبادل فإذا كانت الثقافة البيئية تشكل الإطار الخلقي والسلوكي والعقائدي لصياغة الأهداف التربوية وتحديد محتواها ومضامينها فإن التعليم هو العامل الموجه للتنمية الثقافية من خلال المواد الدراسية في شتى مجالات العلم
واختتم الدكتور حجازي كلمته بأن التخطيط للثقافة البيئية يعتمد على تكتيكات ومناهج متخصصة استراتيجية تعتمد على رؤى واتجاهات طويلة الأجل جماعية التوجه متكاملة الأبعاد ومرتبطة بالواقع وإمكاناته
وخطة تنفيذية تتضمن برامج وخطط قطاعية وطنية التوجه ولها بعد إقليمي ودولي
بالإضافة إلى مناهج وأنشطة تعني بتنفيذ البرامج والخطط لمواجهة تحديات العصر والتكيف مع الواقع ومحاذير المستقبل
دور المجالس النيابية
وفى كلمته أكد المحاسب الطاهر سليم عضو مجلس النواب أن الإهتمام بالتوعية والتثقيف البيئى يجب أن يكون على قمة أولويات المجالس النيابية فى مصر وأن يقوم النواب فى دوائرهم بتكثيف اهتمامهم بالتعاون مع مراكز الشباب والمدارس والمصانع وكافة المنشآت الحكومية والخاصة وحتى الأسواق وأن يكون التثقيف والتوعية على أسس علمية وتطبيقية سليمة وتتناغم مع ذات المفاهيم التى طرحت في ندوة المرصد المصرى لتكنولوجيا البيئة في الفيوم من خلال محاضرة الدكتور أحمد كامل حجازى رئيس اللجنة الوطنية لصون الطبيعة والموارد الطبيعية والتركيز على الأطفال النشء لقدرتهم على الاستيعاب والتطبيق
وأشار النائب الطاهر سليم إلي ضرورة تكثيف الندوات والمؤتمرات التى تتبنى التثقيف البيئي بالتنسيق مع التربية والتعليم ووزارة الشباب والرياضة والمحافظات والأحياء والمجالس القروية وأمانات الأحزاب وهناك دور فى غاية الأهمية لأمانات المرأة فى الدوائر خاصة فى توعية ربات البيوت فيما يتعلق بترشيد إستهلاك المياه وترشيد الطاقة والفرز من المنبع للمخلفات المنزلية ليسهل تعظيم الإستفادة والتخلص الآمن منها.
استراتيجية توعوية متكاملة
وعقب خالد مبارك الأمين العام للمرصد المصرى لتكنولوجيا البيئة بقوله :إن المرصد سيستثمر ماجاء بمحاضرة الدكتور أحمد حجازى خاصة تطبيق أفضل الأساليب العلمية وتوظيفها علي أرض الواقع خلال المرحلة القادمة بعقد العديد من الفعاليات المعنية بالتوعية البيئية والتثقيف البيئى فى العديد من محافظات مصر وتشمل الندوات والزيارات الميدانية للمدن والمراكز والأحياء والنجوع .
وأضاف الكاتب الصحفي خالد مبارك أن المرصد سيتبني استراتيجية متكاملة تشمل التوعية والتثقيف فى كل مجالات البيئة ومنها نوعية البيئة بصفة عامة وتلوث الهواء والماء والمجارى المائية والتربة وترشيد الطاقة والإرتقاء بالمستوى التوعوى والتثقيفى لدى المواطنين خاصة فيما يتعلق بالتراث الطبيعى المصرى المتفرد فعلى سبيل المثال لا الحصر من غير المعقول أن لايكون معظم أفراد المجتمع المصرى على غير علم بعناصر محميات مصر الطبيعية وأن الديناصورات والحيتان عاشت على أرضها منذ عشرات الملايين من السنين وأن مصر بها مواقع لامثيل لها فى العالم خاصة المحميات الجيولوجية كالدبابية بالأقصر