يَا رَبُّ يَا رَبَّ السَّمَا
يَا مَنْ بِهِ عَقلِي سَمَا
يَا مَنْ فَرَضتَ تَعَلُّمَا
وَ بِهِ أَمَرتَ المُسلِمَا
أَنتَ العَلِيمُ بِحَالَتِي
مِنْ غَيرِ أَنْ أَتَكَلَّمَا
إِنِّي فَقِيرٌ ، لَمْ أَعُدْ
فِي الجَيبِ أملِكُ دِرهَمَا !
فِي مَوطِنٍ ، يَا لَيتَنِي
مَا كُنتُ فِيهِ مُعَلِّمَا !
إِنَّ المُعَلِّمَ ، هَا هُنَا ،
بِالفَقرِ ذَاقَ العَلقَمَا
يَا وَيحَهُمْ ؛ لَمْ يَعرِفُوا
سِرًّا لِأَنْ نَتَقَدَّمَا !
بَخَسُوا المّعَلِّمَ قَدْرَهُ
إِذْ حَقُّهُ أَنْ يُكرَمَا !
مَا وَقَّرُوهُ ، إِنَّمَا
قَدْ أَوسَعُوهُ تَهَكُّمَا
إِنَّ المُعَلِّمَ شَمعَةٌ
أَبَدًا تُنِيرُ المُظلِمَا !
وَ مَنِ استَهَانَ بِشَأنِهِ
لَاقَى الجَهَالَةَ وَ العَمَى
وَ مَنِ ازدَرَاهُ وَ عابَهُ
فَمَصِيرُهُ أَنْ يَندَمَا !
إِنَّ المُعَلِّمَ طَالَمَا
لِلمَجدِ كَانَ المُلهِمَا
إِنَّ المُعَلِّمَ طَالَمَا
لِلنَّجمِ كَانَ السُّلَّمَا
إِنَّ المُعَلِّمَ طَالَمَا
لِلجُرحِ كَانَ البَلسَمَا
إِنَّ المُعَلِّمَ طَالَمَا
لِلدَّاءِ كَانَ المَرهَمَا
إِنَّ المُعَلِّمَ طَالَمَا
لِلكَنزِ كَانَ المَنجَمَا !
إِنَّ المُعَلِّمَ دَائِمًا
كَانَ السَّخِيَّ الأَكرَمَا
لَولَا المُعَلِّمُ مَا ارتَقَى
شَعبٌ ، وَ لَا بَلَدٌ نَمَا !