من فضلك خللي بالك قوي من كلمة “نادر” التي ذكرتها ، ويعني أمر إستثنائي جداً ، بل ولم يقع من قبل !!
وهذا ما جرى بالفعل في مهرجان “برلين” السينمائي الدولي الذي أنتهى قبل أيام.
ولو سمحت دعني أقول لك قبل شرح ما جرى أنه يدخل في دنيا العجائب أنني عثرت على خبر هذا الحدث النادر بالصدفة المحضة في أحد المواقع الإخبارية ، وهو “روسيا اليوم” ، وهو موقع إخباري محترم قوي ، أما بقية المواقع الإخبارية فرفعت شعار “طناش” تجاه هذا الحدث الذي لم يسبق له مثيل!!
طب ليه ؟
أنا أعرف السبب وأتركه لذكاء حضرتك ، فإنك ستعرف سبب هذا التجاهل فور قراءتك له .. لكن الغريب جداً أنني لم أجد له أثر في صحف بلادنا ولا مواقعها ، أو الأشقاء العرب مع أنه يصب لصالحهم تماماً !!
وخلاصة الخبر أن الفيلم الفائز بأفضل عمل وثائقي إنتاج إسرائيلي فلسطيني ، يروي عمليات إخلاء وهدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية بفلسطين المحتلة !
وأخرج الفيلم المخرج الإسرائيلي “يوفال إبراهام” والمخرج الفلسطيني “باسل عدرا”.
وفي يقيني أنه في تاريخ السينما لم يسبق أن شهدت مثل هذا العمل في تاريخها كله من أوله إلى آخره ..
فهو حدث فني نادر يستحق تعظيم سلام كما قلت في عنوان مقالي ..
وأن يفوز بجائزة دولية من مهرجان سينمائي دولي شهير ، فهذا حدث آخر جديد وعجيب ، لأن اليهود لهم نفوذ قوي جداً في أوروبا وأمريكا ..
وألمانيا معروفة بإنحيازها الصريح إلى جانب العدو الإسرائيلي ..
فكيف يفوز فيلم وثائقي ينتقدهم بجائزة مهرجان “برلين” ؟؟
ومن فضلك تأمل معي جيداً ما قاله المخرج الإسرائيلي وهو يتسلم الجائزة حيث ينطبق عليه المثل الشهير : وشهد شاهد من أهلها ..
يقول: يفصل بين مسكني ومسكن صديقي المخرج الفلسطيني “باسل” مسافة قصيرة لا تتجاوز بضع كيلومترات ، ولكن للأسف طريقة حياتنا مختلفة تماماً ..
أنا أعيش في ظل قانوني مدني بينما “باسل” تحت القانون العسكري المفروض على الفلسطينيين ..
أنا لدي حقوق المواطنة الكاملة و”باسل” محروم منها !
أنا حر في التنقل والحركة بينما “باسل” مثل ملايين الفلسطينيين المحتجزين في الضفة الغربية ..
نحن بحاجة إلى الدعوة إلى حل سياسي يحقق المساواة التامة بين اليهود والفلسطينيين.
وقال المخرج الفلسطيني “باسل عدرا” وهو يتسلم الجائزة: لا أستطيع الإحتفال وهناك الآلاف من الفلسطينيين يذبحون على يد إسرائيل في “غزة”
وثارت زوبعة بالطبع على هذا الكلام وتم إتهامهم بمعاداة السامية ، من اليهود المتشددين والسفارة الإسرائيلية في ألمانيا وعمدة “برلين” نفسه الذي أكد من جديد تأييده لإسرائيل.
ورد المخرج الإسرائيلي على هذا الكلام في منشور له بمواقع التواصل الإجتماعى: أنهم لا يعرفون لغة الحوار .. لقد هددوني بالقتل وأسرتي في خطر ..
ولفت النظر إلى سوء الإستخدام المروع لكلمة معاداة السامية التي تستخدم ليس فقط ضد أنصار الفلسطينيين بل وأيضاً ضد اليهود الذين يرفضون السياسة الإسرائيلية وما يجري في “غزة”.