نتابع إخواني الكرام ما بدأناه من نصائخ لفهم الدين، فأقول وبالله التوفيق:
9- وموقف البشر من الدين هو التسليم للوحي، وعدمُ معارضتِه بعقولهم وأهوائهم أو تقليدًا لآبائهم وأقوامهم.
- قال الله تعالى: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
- (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا).
(فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
10- ثم على الخلق أن يسلموا التسليمَ التام لنورِ الوحي؛ لأنه صادرٌ عن الله تعالى، الموصوفِ بصفات الكمال والجلال، وأسماؤه وصفاتُه كلُّها حُسْنى، وهو المنَزَّه سبحانه عن كل نقصٍ مما يَعتري البشرَ، وهو سبحانه المحيطُ بكل شيء علمًا، والذي لا يَضِلُّ ولا ينسى، وهو الحكيم في أقواله وأفعاله، فلا يُشَرِّع تشريعًا عَبَثًا، ولا يَصْدر منه إلا الصدقُ والعدلُ قولا وفعلا، وكلُّ أحكامه التشريعية عدلٌ ورحمةٌ وهدًى. وأفعالُه تجاهَ الخلق، إما عدلا أو فضلا. فإنْ أعطى فبفضلِه، وإن مَنع فبعدلِه.
قال تعالى: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ).
وقال: (تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).
وقال: (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى).
وقال: (قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَامُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (51) قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى). سورة طه.
والآيات في هذا كثيرة جدا في القرآن الكريم.
11- ثم يجب على الخلق أن يفهموا نصوصَ الوحي كما أراد الله تعالى، لا بحسب أهوائهم وأمزجتهم، بل يكون فهمه بحسب قواعد اللغة العربية التي نزل بها القرآنُ، وفهمُه بحسب ظاهره كما في اللغة، ثم تطبيقُه عمليًّا في حياتهم، لنيل السعادة في الدنيا والآخرة.
-قال تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) سورة الشعراء.
-وقال (وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا).
-قال تعالى: (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) سورة إبراهيم. (ويُتْبَع بإن الله تعالى)
مدرس الشريعة بكلية دار العلوم ج القاهرة