**يحق لرجال فريق البنك الأهلي أن يفرحوا بالمكسب الجميل على بطل الدوري الأهلي العريق ليعززوا عقدة التعادل مع النسر الاحمر ويشرب من كأس الهزيمة بأربعة أهداف غريبة الأطوار في حصيلة نهائية للمباراة بلغت ٧ أهداف متتابعة..
كلما سجل٤ الأهلي هدفا..تلاه بلحظات هدف التعادل وتصحيح المسار…وأعتقد أن السبب ليس الإجهاد -الذي قد يتعلل به البعض- بعد مباراة الكأس أمام الزمالك و يدللون بذلك أن مدرسة الفن والهندسة قد لاقت هزيمة مشابهة وفي نفس التوقيت على يد الجونة العنيد وإن كان مجموع الأهداف أقل بالتأكيد..
**اعتقد أن السبب الحقيقي والرئيسي في هذه الهزيمة التاريخية يعود إلى خط ظهر الأهلي بالكامل بما فيهم معلول المتعب والذي افتقد اليوم بوضوح تام جهود كل من محمد عبد المنعم وياسر إبراهيم وعلى كولر أن يصارح الجماهير برؤيته للأداء الهزيل لخط الظهر ونشير على سبيل المثال إلى تراخي رامي ربيعة- القائم بأعمال الكابتن -في غياب الشناوي أعاده الله قريبا سليما معافا..
ويبدو أن المباراة شهدت تنافسا في سوء الأداء بين حارسي الفريقين : مصطفى شوبير الذي خيل إليه أنه قادر على ملء مكان الشناوي ..متناسيا الفاصل الدقيق -والمميت أحيانا – بين الثقة والغرور و كذلك أبو جبل الذي وضع قدما في عرين الأحمر ولكن الصفقة لم تتم لاعتراض الجماهير !!
**المباراة كانت سجالا على البساط الأخضر وخارجه كان سجالا آخر على رقعة الشطرنج بين الجنرال كولر الذي اكتفى بلعبة التغيير في الدقيقة ٦٦ والمدرب الوطني طارق مصطفى الذي درس جيدا خطط وألاعيب الجنرال فبادره بحائط صد صلب بقيادة أيمن أشرف لاعب الإهلي السابق الذي نعتقد أن من حقه الإجادة أمام ناديه القديم كما فعل كريم بامبو صاحب هدف الدقيقة السابعة ردا على هدف موديست الرائع في الدقيقة الرابعة ..
وكان الهدف الأخير كفيلا بتفاؤل الجماهير بسهرة رمضانية جميلة تنتهي بفوز مريح وأكلة سحور مشبعة -بعد العودة من ستاد القاهرة العريق- وعزز من هذا التفاؤل القرعة المريحة للأهلي في دور الثمانية في دوري الأبطال الافريقي والتي تم إعلانها اليوم و جمعت الأهلي بسيمبا التنزاني و انجته من طريق الترجي وصن داونز حتى النهائي ..آملة في استمرار نفحات رمضان على الفريق عندما يلعب المباراة الأولى في دار السلام في ٢٩ مارس بإذن الله..
**جاءت مباراة اليوم لتؤكد أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن ..فمابالنا ورياح الخمسين قد هبت على استتد القاهرة بأهداف ملعوبة كشفت المستوى الحقيقي لبعض نجوم الأهلي واترك الأسماء للجميع..
**وإذا كانت الهزيمة- بالطبع- ليست نهاية العالم ولكنها بالنسبة للبطل من فريق يحتل المركز ال١٥ في الدوري (حاليا ال١٤ ) دون تأجيل ، فإن لها تداعيات نفسية وفنية تؤثر على اللاعبين في المباريات القادمة والحاسمة مهما كانت تبريرات الجنرال كولر والخبراء العاملين معه..
**وكل ما نستطيع عمله هو الاعتذار للجمهور الوفي الذي انتظر هدية ونفحة رمضانية من لاعبيه ولكن الخماسين تقتلع الآمال كما تقتلع الأشجار
صالح إبراهيم