كتبت سامية الفقى
تشابكت كل الخيوط، في زمن قياسي، لكشف ملابسات غموض وفاة الحاجة صباح، ولم يتبق سوى اعتراف المتهم
أمام الرائد عبد الحكيم درويش رئيس مباحث قسم زفتى، حاول الخائن، أن ينفي التهمة عن نفسه، وعندما تمت مواجهته بالأدلة، انهار وطلب العفو، وقال إنه مش هيعمل كدا ثاني، واعترف، بتفاصيل دقيقة، وما حدث لحظة بلحظة، في رواية يشيب لها الولدان قائلاً، هقول على كل حاجة
بدأ اعترافاته، بأنه لعب قمار على منصة المراهنات، (الذي بُح صوت الأستاذ حماده حسين السنطيل في التحذير منها) وأنه ضيَّع ما يزيد عن ربع مليون جنيه، لدرجة أنه اقترض واستلف فلوس من ناس، وبعد مطالبتهم بالفلوس، خطط له شيطانه سرقة ذهب الحاجة صباح،
وقرر أن ينتحل صفة محصل غاز، ويطلب منها قراءة العداد، لدخول الشقة، وتنفيذ مخططه
جلس يوم الوقفة يراقب المنزل، انتظاراً لخروج الحاج أحمد الذي توجه للصلاة على زوجة شقيقة ودفنها، وهو لا يعلم أن زوجته ستلحق بها، في نفس الليلة
طرق المتهم الباب، وفتحت له الحاجة صباح، المعروف عنها طيبتها، بفتحها الباب قبل معرفة من طارق الباب ، وكان في يدها فوطة مبللة بالكلور لزوم النظافة، وطلب منها الحصول على قراءة العداد
دخل المطبخ، ثم خرج عليها كالوحش الكاسر، وقام بلي بزراعها فكسره، وعندما صرخت من الألم عاجلها بكتم نفسها، ثم قام بنزع السلسلة، والحلق المخرطة، والخاتم والدبلة
وبعد ما اكتشف أنها فقدت الوعي، وقام بفتح غاز فرن البوتاجاز لتسريب الغاز، حتى تشتعل النار في الشقة، لإخفاء معالم الجريمة، ولكن الله سلم،
ثم سافر بعيداً عن زفتى، وتحديداً إلى أجا، حتى يسهل بيع الذهب، وبالفعل قبض ثمن بيعه، وأرشد عن مكان بيع الذهب في محل صاغة بمدينة أجا وقام رجال المباحث بإحضار الذهب
وأمرت النيابة بحبسه
إن ما ارتكبه هذا الشاب في حق نفسه، وحق أهله، وحق الحاجة صباح طيبة الذكر، في الحياة وبعد الممات، اتفقت جميع الآراء، على أنه قاد نفسه إلى حبل المشنقة، ليظهر الحق، على أيدي رجال مباحث قسم زفتى برئاسة الرائد عبد الحكيم درويش
الله يرحمك يا حاجة صباح، ويصبَّر زوجك الحاج أحمد البربري، وابنك الكابتن إبراهيم، وبناتك وأحفادك، وكل من ذكرك، ودعا لكِ
اللهم اچعلها من سيدات أهل الفردوس الأعلى