أقولُ لهذا النسيم الذي يتراقصُ في حضرةِ الماءِ
لليلِ وهو يُلَمْلِمُ أحزانَه من عيونِ السماءْ
تأخرتَ جدًّا وطال البكاءْ
تَأَخَّرَ ضوءٌ حنونٌ
يَمَسُّ بدفءِ الحنينِ جبيني
يَلُفُّ كِيانِي بأغنيةٍ من زمان الطفولةِ
يأسِرُنِي .. يحتوينِي
تأخرَ في الشعرِ بعضُ الجموحِ
تَأخرَ في الأسر حُلمُ النزوحِ
وَفَرَّ الندى من زهورِ سِنيني
أطالَ بِيَ النايُ مُكْثًا
على شفةٍ من أنينٍ
فبعثرَ فيَّ أنينِي
وأورثني كلَّ عُصفورةٍ فقدَتْ عُشَّها
كلَّ أرجوحةٍ قَطعوا حَبْلَهَا
فانْفَلَتُّ من الماءِ للماءِ
لا ألمحُ البرَّ إلا تباعَدَ عنِّي
فقلتُ لطيرٍ ذبيحٍ على شَفرةِ البردِ
لا تنتظرني
فإني تأخرتُ جدًّا
مواكبُ نورٍ أضاءتْ
وَلَوَّحَ لي من بعيدٍ
على لوعةٍ في التمنّي
فقلتُ تأخرتَ جدًّا
تأخر هذا البهاءُ طويلًا بعينيكَ عَني.