امرأة تقرأ..
امرأة تعي بدقة أين توضع النقاط..
ومتى تكون الفاصلة..
ومتى تغلق الكتاب
وتلقي به على مدى ذراعيها
دون عودة إليه
ومتى تحتفظ به بجانب وسادتها
كلما أرقها الليل
تلمست أناملها له طريقا
تؤنس به وحشة الروح..
.. في ليلها البارد
امرأة تكتب..
هى امرأة مثقوبة الجرح..
كلما أنّ نبضها.. نزفت حروفها
شهقات تترى فوق بياض السطور
امرأة لا تلتئم..
لا ظل تستدفىء به في صقيعها الموحش
امرأة تعاني توحد الروح وشتاتها في آن واحد
تعاني احتياج دائم لمرفأ لا تصله
وسفر لا ينتهي بين محطات منسية
وحفيف انتظار لقطارات لم تعد تجيىء
امرأة تكتب..
هى خلاصة الوجع..
وأنين الامنيات..
وتأوه النداء..
.. حين الصدى أصم !!