المرأة تهتم بالرجل الذي يهتم بنفسه أكثر مما تهتم بالرجل الذي يهتم بها، فهي تتجاهل من يطاردها و تطارد من يتجاهلها و يطارد أحلامه، لذا دعك من خزعبلات الشعراء وخرافات الأفلام التي تدعوك إلى التغزل بالمرأة و منحها الورود والهدايا حتى تقع في حبك، فليس هناك ما هو أسخف من كلام الرويبضات هذا.
فإذا كنت تطارد المرأة وتفعل المستحيل لإرضائها، فستراك ضعيفا، منبطحا ومستسلما لشهواتك وعواطفك، و الأخطر من ذلك أنها ستستنتج أنك تعاني من شح وعوز في الإناث المنجذبات نحوك، وبالتالي ستنفر منك، لأن الأنثى تنجذب للرجل الذي يعجب النساء، وعليه طلب عال منهن بحيث أنه يمتلك آلاف الخيارات، و لديه وفرة من الإناث من حوله و يستطيع استقطاب أي واحدة منهن يريدها بغمزة من عينه.
طبعا أنا هنا لا أدعوك إلى تجاهل النساء ومعاملتهن بلامبالاة وبرود حتى يقعن في حبك، فهذا لن يحصل أبدا، لأن التجاهل الحقيقي الواقعي أصلا ينبع من الاستغناء، و هذا الأخير يأتي من الاشباع و الاكتفاء و الامتلاء، و هذا لا يحدث لشخص عاطل عن العمل، أو حتى لموظف راتبه الشهري يقل عن ألف دولار.
فتجاهلك للأنثى و أنت فقير لن يأتي بالنتيجة المطلوبة لأن الفقير لا تنتبه له حتى قطط الحي و كلابها فما بالك بالنساء، فأنت أيها الفقير لم تلدك أمك بعد، بل ما زلت منيا في خصيتي والدك، و عليك أولا أن تسد رمقك و تملأ معدتك و ترتدي ملابس تليق ببني آدم قبل أن تفكر في الجنس الآخر.
أما من يحاول تطوير شخصيته و اكتساب الكاريزما و هو أصلا لا يملك المال، فإنه يشبه إلى حد بعيد من يريد مواجهة السلاح النووي و الكيماوي و الجرثومي بسيف عنترة بن شداد، فحتى لو ختمت جميع كتب القوة و السطوة فلن يتغير شيء في واقعك، لأن الجانب المادي هو الذي يحكم على شخصيتك بالقوة أو الضعف.