امتهن زوجها تصليح الجرارات، تفرغت لشؤون البيت ،تربية البهائم في الحظيرة داخل بيتهم الريفي، والبنات يساعدنها في الشؤون المنزلية ،والعناية بالبهائم ،وحلب اللبن ،وصناعة الزبد والجبن لبيعها ،أما أولادها الشباب فلقد توزعت الأدوار عليهم بصرامة ،مابين زراعة الأرض،مساعدة أبوهم في عمله ، أو قيادة جرار زراعي يمتلكونه، يعملون به في القرية لحرث وحصاد أراضي المزارعين ،أو نقل السباخ ، ،الجميع يعمل ،البيت خلية نحل ،ينامون ليستيقظوا باكرا ليؤدوا أعمالهم ،كان مولعة بالحلي الذهبية ،تشتريها بكل مايتجمع لديها من أموال تجنيها و زوجها وأولادها ، على الرغم من هذا الرزق الوفير اتسم البيت بالبخل الشديد ،لم يجرؤ أحد على سؤالها يوما عما تفعله بأموالهم ،تزوج أولادها أقاموا ببيت جديد ، وكل بنت من بناتها تزوجت وأقامت مع زوجها ببلدة أخرى،أبت أن تغادر البيت القديم ،ومكان جلوسها المفضل بجوار باب الحظيرة ، توفى الأب،استمر الحال على ماهو عليه وبنفس النظام ،لم يسألها أبناؤها عن ميراث احتراما وتأدبا،حتى توفت ،بعد دفنها ،بحثوا عن أموالها وحليها ،لم يجدوا شيئا،إلا بعض حلي كانت ترتديها عند وفاتها ،بضعة أساور،حلق،كردان ،أين الباقى ؟!!،لم يجدوا شيئا ،لكنهم وجدوا في الحظيرة حفرة ، صفيحة كبيرة ،وعدة جنيهات ذهبية مطمورة في روث البهائم ،حفروا ،فتشوا جيدا ،لم يجدوا شيئا ، انتهز اللص- الذي لم يستدلوا عليه – تواجدهم وكل أهل البلدة في المقابر على طرف البلدة لينهي مهمته بسرعة ،دون حتى أن يردم الحفرة ،سرق اللص كل ماجمعوه على مدار عمرهم ، لتسكن الحسرة قلوبهم .