الجزء الثاني
ماتت امي وبعدها بعدة أشهر مات ابي دون سابق إنذار حزنا عليها
خلاص مابقاش في حد يديني مواعظ او اوامر مفيش حد يقولي اعملي ده وماتعمليش ده أصبح لي حرية مطلقة في اختيار اصحابي ومواعيد خروجي ورجوعي البيت..
اخرج وقت ما احب والبس زي ما احب و اللي انا عايزاه من غير قيود. واكل براحتي بره البيت واجيب الديليفري براحتي و… و…..يااااه بقيت حره في تصرفاتي وقرارتي .
لكن الغريب ….
اني ما عملتش كده خالص بالعكس تماما …اه فعلا.. ايه ده !!!
لاقتني بسمع كلام ماما في ودني وانفذه بالحرف أوامر بابا بتتنفذ كما لو كان عايش واكتر ويمكن بتشدد اكتر . بقيت شايله المسؤولية مش بخرج غير للجامعة أو للضرورة.. ماعنديش وقت ارغب في التليفون مع اصحابي والغريب أن اصحابي اللي ماما وبابا كانو موافقين علي صداقتنا هم اللي فضلوا معايا..
بقيت ارجع البيت بسرعه عشان اخواتي والحق اعملهم اكل ومايلكوش من الشارع وكمان اتابعهم رجعوا امتي من المدرسة وبيذكروا ولا لاء وبشخط فيهم وازعق لو ماسمعوش الكلام ورتبو اوضهم وعلقو هدومهم ..ولاقتني بنفذ نفس التعليمات بتاعت ماما !!!
مش بس عليا لاء ..ده كمان علي اخواتي ..
اخي احمد في ابتدائي واختي ميار في تالته اعدادي …انا مازلت في كلية هندسة السنه التانيه
والحمدلله اني تميت 21 سنه وأصبحت وصية ومسؤلة عن اخواتي والأهم اني فجأة لاقتني امهم وابوهم وإحساس المسؤولية والخوف عليهم بيخليني بقفل عليهم وبقيت بزعق فيهم …
بقيت نسخة من امي جوة البيت في حنيتها وخوفها و تعليماتها بقيت اعمل اللي ماكنتش بحب امي تعمله لاني ماكنتش فاهمه
وبقيت نسخة من أبي في شدتة وصرامة قرارته
بلاش نزعل من ماما .. أو نعترض علي تصرفات بابا وصوته العالي
أدركت أنها كانت أكبر نعمة وجودهم معانا
ياريتهم يرجعوا ويعملو اكتر من كدة
وانا اوعدهم مش هاعاندهم ولا ازعلهم بالعكس هاكون تحت رجليهم واسمع كلامهم
انا بقيت مستبدة يا امي
انا بقيت ديكتاتورة يا ابي