تذكّر في منتصفِ الطريق بأنهُ نسي أن يضعَ العطرَ الذي تحبه، توقفَ، نظر في الساعة، ولو حاول العودة لتدارك الأمر لتأخر ،هل ستلاحظ ؟، لكن لايهمني إلا اللحاق بموعد اللقاء ، رأها من بعيد جالسة في انتظاره،أسرع الخطى كي لا يدعها تنتظر أكثر، اقتربَ منها، تعانقت عيناهما في برهةٍ بدت كأنها دهراً بأكمله،صافحها ، أودع يدهُ بيدها، شعرت بالخجل ،نظرت بعيدا ،جلس بجانبها ، تحدثا طويلاً، كان ينتظر أن تسأله عن العطر، ولكنها لم تفعل، انتهى اللقاء بحرارةٍ كما بدأ، ودعها ،ذهب كلٌ في طريق، عاد إلى البيت، نظر لزجاجةِ العطر بعتاب شديد، امسك بالتلبفون ليكمل حديثهما، اكيد منتظرة اتصالى ، أحاديث طويلة تحلق بهم في السماء من فرط السعادة ، فجأةً سألها هل لاحظتِ شيئاً غريباً في لقائنا اليوم؟
: نعم ،بدا الاستغراب واضحاً في صوته:ماذا؟!، لاحظتُ أنكّ أجمل من قبل!! : أجيبيني بحق، هل افتقدت شيئاُ آخرَ؟!.
: لا أذكر، كان كل شيءٍ جميلاً ورائعاً كالعادة
: ألم تلاحظي بأنني لم أضع العطر الذي تحبين؟!
: لاحظت
لم تسألينني عنه ؟!!!
أنا لا أعشق العطر لذاته… أنا أعشقه حين تضعه أنتَ ،العطر مشهور ، أعشق العطر حين يمتزج برائحتك أنت، وبأنفاسك ، يلامس جسدكَ ، حين وحيث تتواجد ، لا أفتقدُ أي شيء آخر .
صمت قليلاً ثم قال في نفسه كيف يُلام أي شخصٍ يفقد عقله في حبِ امرأة مثل هذه!!
نظر نحو زجاجة العطر ثم ضحك عاليا.
قالت مستغربة: ما الذي يضحكك؟!
: أخبريني بربكِ ماذا عساني أن أفعل الآن بالعشرات من زجاجات العطر نفسه التي اشتريتها تحسباً فقط لأنكِ تحبيه،
ردت بعشق انت العطر