لا شك أن عنوان مقالي هذا أصاب حضرتك بالدهشة والحيرة وأنت تتساءل : يعني إيه ؟ وأقول لك أن هذه المصرية خلدتها السماء وجعلت حكايتها من مناسك الحج، واتساءل كم من الحجاج يعرفون قصتها، وهي تهمك شخصيا لأنها تعلمنا جميعا كيفية مواجهة المحن والمصائب في حياتنا! اسمها “هاجر” وهي زوج سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهي مصرية تزوجها عندما جاء الى بلادنا وانجب منها سيدنا إسماعيل ، وفجأة صدر أمر إلهي بأن يذهب بأسرته الجديدة الى شبه الجزيرة العربية ويترك زوجته ووليده في صحراء قاحلة! ولأنه نبي مرسل فلم يتردد في تنفيذ تعليمات السماء دون أن يعرف الهدف منها! وتعجبت امرأته جدا مما فعله وسألته سؤال واحد : هل أمرك الله بهذا؟ وعندما جاءتها الإجابة بنعم قالت إذن لن يضيعنا.. ولم تستسلم لما حل بها والموت الذي يتربص بها وابنها.. بل أخذت تدعو ربها أن ينجيها، ولم تكتف بذلك بل أخذت بالأسباب وبدأت تبحث عن الماء في كل مكان بين جبلي الصفا والمروة وأخيرا تفجرت ينابيع المياه بين يديها وبدأ تعمير المنطقة كلها. وهذه القصة الحقيقية من شعائر الحج، وعلى الحجاج السعي بين الصفا والمروة اشواط سبع كما فعلت “هاجر” تخليدا لحكايتها.
ويمكن تلخيص الدروس المستفادة من تلك القصة في أربع نقاط عليك أن تتمسك بها وحضرتك تواجه مصائب الحياة :
1- لا تجزع وحاول أن تتماسك وتتوكل على الله قائلا : قدر الله وما شاء فعل.
2- هناك فارق كبير بين التوكل على الله والتواكل، “فهاجر” لم تكتف بدعوة ربها لانقاذها بل أخذت تبحث عن أسباب النجاة وأخذت تسعى بين الصفا والمروة ، وياريت تأخذها قدوة لك وتأخذ بالوسائل التي تجعلك تتغلب على المشكلة التي وقعت فيها.
3- لا تيأس أبدا وكن واثقا أن الله لن يخذلك، وسيدتي “هاجر” لم تجد المياه الا بعد الشوط السابع ببن الجبلين الصفا والمروة ورفضت القنوط واليأس بل ظلت تبحث عن المياه حتى آخر نفس.
4- لا تدري اين الخير مما أصابك.. قصة هاجر وابنها الوليد إسماعيل كان هدفها تعمير المنطقة كلها بالخير والعمران، والمؤكد أن ربنا له حكمة في كل ما يحدث في هذه الدنيا، وعليك أن تكون مطمئن له وواثق في حكمته وخذ من قصة هاجر قدوة لك، وربنا يوفقك في التغلب على كل ما يواجهك في حياتك من مشاكل.