عملية تدمير التعليم بضمير محكم دليل قاطع على أن النية مقصودة لتدمير مصر وشعبها بلا رحمة، لأن التعليم الجيد أول خطوة للنهوض بالإنسان والاقتصاد، فجرى تغييب دور المدرسة ورفض تعيين معلمين لتربية الجيل، وإضاعة حق الجيل فى تعليم متميز. بينما كل دول العالم المتقدم تعطيه أولوية عالية فى الميزانية وخدمة المعلم لأنه يربى مستقبل البلاد، باعتماد 20% وليس 2%، لكن بلاء مصر فى القائمين على إمكانات التعليم وخدماته، مما يجعلنى اتهمهم بخيانة هذا البلد. كل هذا البلاء والانحدار فى كل شئ مقصود وواضح، تهدم التعليم فأنت مجرم تهدم كل شئ ، لا أدل على ذلك من ابتداع فكرة التابلت وتبديد المليارات مع “وزير الفنكوش وتابعه”، واختيار الثانوى الذى يلتحق به صفوة الطلاب، لتدمير أمل البلد فى تخريج علماء مفكرين ومبدعين وقيادات واعية فى كل التخصصات، فانحدرت القيم وماتت الضمائر بفعل فاعل وجعلت” الوطنية” مادة للغش حتى يحتقر الطالب بلده وتاريخه ودينه. ويتنازل عنه طواعية، ويحلم بالهرب خارجه. مالم ينجح فيه الأعداء بالحرب والدماء، فأصبح التعليم اسما فقط وبلا أى تعليم، مع تسهيل عوامل الغش فى الامتحانات بنظام “الاختيار من متعدد” الذى تخصصت فيه عصابات تحصل على الملايين سنويا، والذى يقتل مواهب الطالب فكريا وأدبيا ويشل عقليته فى حفظ الأسئلة والإجابات، وإكسابه منطقا آخر لنهب حقوق الآخرين فى دخول الكليات، وإن نفد الطالب الشريف حتى بتقدير عال، لن يجد العمل الذى تخصص فيه، ويقفز إليه الفاشل غير المتخصص، ليحدث مزيدا من الخراب فى مصر ويغيب الضمير والقانون، وليجد أن معظم القيادات وصلت بالفهلوة وتبادل المصالح، فليس المهم الشهادة، ولكن الأساليب المنحطة هى الأساس، فتجد وزير السياحة والآثار تخصص تجارة وكذلك وزير الزراعة، أما وزيرة الثقافةمع الاعتذار،راقصة باليه. رحم الله د.أحمد هيكل، وما خفى أعظم، ولا تجد تفسيرا لهذه الكوارث التى ستنتهى بمصر للسقوط لعشرات السنين من عمر أبنائها، منها الديون وانهيار مصادر الانتاج، وأصبحنا نعيش على استيراد معظم غذائنا، وتوقفت الصناعة لاعتمادها على جهلة أو أعداء لمصر، حاربوا العلماء واحتقروهم فأخذونا إلى القاع …أتعجب على هذا الزمان الذى أتى بشخصيات كوارث، وجودها جريمة على الأرض، ولا تصلح لأى شئ فى الدنيا.. لابد أننا متعوسون ببلايا التعليم والمسئولين..