ما هو مفهوم الاقتصاد الأخضر؟
يُعرَّف الاقتصاد الأخضر بأنه الاقتصاد الذي يسعى إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع الحفاظ على البيئة وحماية الموارد الطبيعية، ويركز الاقتصاد الأخضر على الاستثمار في الموارد الطبيعية والخدمات البيئية، واستخدام التكنولوجيا النظيفة والصديقة للبيئة، وتطوير ممارسات الإنتاج والاستهلاك المستدامة.
فوائد الاقتصاد الأخضر:
ويمكن تعريف الاقتصاد الأخضر أيضًا بأنه نظام اقتصادي يهدف إلى الحد من الآثار السلبية للنشاط الاقتصادي على البيئة، مع الحفاظ على الموارد الطبيعية وتحسين جودة الحياة.
الحد من التلوث: يعمل الاقتصاد الأخضر على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتلوث البيئي الذي يؤدي إلى تغير المناخ وتدهور البيئة الطبيعية.
التنمية المستدامة: يعمل الاقتصاد الأخضر على تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية الموارد الطبيعية، مما يساهم في التنمية المستدامة للأجيال الحالية والمستقبلية.
التوظيف والنمو الاقتصادي: يفتح الاقتصاد الأخضر أفاقًا جديدة للتوظيف والابتكار والنمو الاقتصادي، حيث يعزز قطاعات جديدة ويخلق فرص عمل في مجالات مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا البيئية.
الاستدامة الاجتماعية: يسهم الاقتصاد الأخضر في تحقيق المساواة الاجتماعية وتعزيز صحة ورفاهية الأفراد من خلال توفير بيئة نظيفة ومستدامة.
أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي
يعد فهم أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي أمراً بالغ الأهمية في عالم اليوم، حيث تسبب الأنشطة البشرية ضرراً كبيراً للبيئة الطبيعية. يشير التنوع البيولوجي إلى مجموعة متنوعة من الحياة على الأرض، بما في ذلك جميع النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة، وكذلك النظم الإيكولوجية التي تسكنها. يلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على توازن النظم الإيكولوجية لكوكبنا وتوفير خدمات أساسية تدعم الرفاهية البشرية.
– استقرار النظام الإيكولوجي: التنوع البيولوجي ضروري للحفاظ على استقرار ومرونة النظم الإيكولوجية. كل نوع داخل النظام الإيكولوجي له دور فريد من نوعه، سواء كان ذلك كأنه مفترس أو فريسة أو ملقحة أو تحلل. تساعد التفاعلات بين هذه الأنواع على تنظيم السكان، والسيطرة على الأمراض، والحفاظ على دورات المغذيات. على سبيل المثال، تعد النحل وغيرها من الملقحات أمراً ضرورياً لتكاثر العديد من الأنواع النباتية، بما في ذلك تلك التي توفر لنا الطعام.
– الفوائد الاقتصادية: الحفاظ على التنوع البيولوجي له فوائد اقتصادية كبيرة. تعتمد العديد من الصناعات على الموارد الطبيعية المستمدة من التنوع البيولوجي، مثل الأخشاب والمصايد والمستحضرات الصيدلانية. على سبيل المثال، تعتبر غابات الأمازون المطيرة موطناً للعديد من الأنواع النباتية التي قدمت مركبات قيمة تستخدم في الأدوية. إن حماية التنوع البيولوجي يضمن استدامة هذه الموارد ويدعم سبل المعيشة التي تعتمد عليها.
– تنظيم المناخ: يلعب التنوع البيولوجي دوراً حيوياً في تنظيم مناخنا من خلال التقاط وتخزين انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO2). تعمل الغابات كغابات الكربون، وتمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو من خلال التمثيل الضوئي. من خلال الحفاظ على الغابات والنظم الإيكولوجية الأخرى الغنية بالكربون مثل الأراضي الرطبة ومانغروفات، يمكننا تخفيف تغير المناخ عن طريق الحد من انبعاثات غازات الدفيئة.
– الأهمية الثقافية: التنوع البيولوجي يحمل أهمية ثقافية هائلة للعديد من المجتمعات في جميع أنحاء العالم. غالباً ما يكون لدى الشعوب الأصلية صلات عميقة بالنظم الإيكولوجية المحلية وتعتمد عليها لممارساتهم الثقافية ومعرفتها التقليدية. الحفاظ على التنوع البيولوجي لا يحمي هذه المواقع التراثية الثقافية فحسب، بل يحترم أيضاً حقوق وهويات المجتمعات الأصلية.
-السياحة البيئية والترفيه: غالباً ما تجذب المناطق الغنية بالتنوع البيولوجي السياح وعشاق الطبيعة، مما يساهم في الاقتصادات المحلية من خلال السياحة البيئية. ينجذب الناس إلى جمال وتفرد المناظر الطبيعية والحياة البرية المتنوعة وفرصة المشاركة في أنشطة مثل مراقبة الطيور أو المشي لمسافات طويلة أو الغوص. يضمن حماية التنوع البيولوجي الحفاظ على هذه الفرص الترفيهية والفوائد الاقتصادية المرتبطة بها.
دور الاقتصاد الأخضر في الحفاظ على التنوع البيولوجي
دور الاقتصاد الخضراء في الحفاظ على التنوع البيولوجي أمر بالغ الأهمية في جهودنا للحفاظ على النظم الإيكولوجية الغنية والمتنوعة الموجودة على كوكبنا. الاقتصاد الخضراء، المعروف أيضاً باسم الاقتصاد البيئي أو الاقتصاد البيئي، هو نهج يسعى إلى دمج الاستدامة البيئية والمساواة الاجتماعية في اتخاذ القرارات الاقتصادية. إنه يعترف بالاعتماد المتبادل بين الاقتصاد والبيئة، مع التأكيد على الحاجة إلى الممارسات المستدامة التي تدعم الرفاهية البشرية والحفاظ على التنوع البيولوجي.
– تقييم خدمات النظام الإيكولوجي: يعترف الاقتصاد الخضراء بالقيمة المتأصلة لخدمات النظام الإيكولوجي الذي توفره الطبيعة، مثل الهواء النظيف، وتنقية المياه، والتلقيح، وتنظيم المناخ. من خلال تعيين قيمة اقتصادية لهذه الخدمات، يصبح من الممكن دمج أهميتها في قرارات السياسة وآليات السوق. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي وضع قيمة نقدية على خدمات التلقيح المقدمة من النحل إلى تحفيز المزارعين على تبني ممارسات صديقة للنحل وحماية الموائل الأساسية لبقائهم.
– إدارة الموارد المستدامة: الاقتصاد الخضراء يعزز ممارسات إدارة الموارد المستدامة التي تضمن الجدوى طويلة الأجل للموارد الطبيعية مع تقليل الآثار السلبية على التنوع البيولوجي. ويشمل ذلك تبني مصادر الطاقة المتجددة، وتنفيذ تقنيات الزراعة المستدامة، وتعزيز ممارسات الغابات المسؤولة. على سبيل المثال، لا يؤدي الانتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة إلى تقليل انبعاثات غازات الدفيئة فحسب، بل يساعد أيضاً على حماية الموائل من عمليات الاستخراج المدمرة.
– الاستهلاك والإنتاج المستدامين: يؤكد الاقتصاد الأخضر على الحاجة إلى أنماط الاستهلاك المستدامة التي تقلل من استخدام الموارد وتوليد النفايات مع تعزيز المنتجات والخدمات الصديقة للبيئة. من خلال تشجيع المستهلكين على اتخاذ خيارات مستنيرة حول مشترياتهم، مثل اختيار السلع المصدر بشكل مستدام أو دعم الشركات التي لديها التزامات بيئية قوية، يمكننا دفع الطلب على السوق نحو ممارسات أكثر استدامة. على سبيل المثال، خلق صعود السياحة البيئية حوافز اقتصادية للمجتمعات لحماية موائلها الطبيعية والحياة البرية.
-الوظائف الخضراء والفرص الاقتصادية: الاقتصاد الأخضر يدرك أن الانتقال إلى اقتصاد أكثر استدامة يمكن أن يخلق فرص عمل جديدة وتحفيز النمو الاقتصادي. يمكن للاستثمارات في الطاقة المتجددة، واستعادة النظام الإيكولوجي، والزراعة المستدامة توليد فرص عمل مع المساهمة في وقت واحد في الحفاظ على التنوع البيولوجي. على سبيل المثال، غالباً ما يتطلب توسيع المناطق المحمية موظفين إضافيين للمراقبة والإنفاذ، وخلق فرص عمل محلية.
إن فهم أهمية الإقتصاد الأخضر في الحفاظ على التنوع البيولوجي أمر بالغ الأهمية لرفاهية كوكبنا وتنوع مواردها. ويوفر استقرار النظام الإيكولوجي، والفوائد الاقتصادية، وتنظيم المناخ، والأهمية الثقافية، والفرص الترفيهية. من خلال التعرف على القيمة.
بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس استاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان – عضو اللجنة العلمية والإدارية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- المستشار العلمى لحديقة الحيوان بالجيزة-الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم