كتبت سامية الفقى
صرخة من الباحثين بجامعة الأزهر
أخشى ما أخشاه أن تكون مثل هذه القرارات التي تصدر دون رؤية، هي السبب في نفور أبناء الأزهر عنه، وأن يولوا وجوههم إلى قبلة غيره، وهذا ما فشل فيه العلمانيين علي مر السنوات السابقة.
نداء إلى فضيلة ا د / سلامة داود رئيس جامعة الأزهر ،وأصحاب الفضيلة نواب رئيس الجامعة كل في تخصصه أعيدوا النظر في مثل هذه القرارات التي سيكون لها تأثير عكسي علي الأزهر الشريف وجامعته العريقة ،لا تنفروا أبناءكم عن قبلتهم.، نحن آلاف الباحثين والباحثات من أبناء الأزهر الشريف
صدر لنا قرار غريب من المجلس الأعلي للأزهر، وهو مخالف للقوانين، ومخالف لكافة اللوائح الموجودة التي التحقنا عليها بالدراسات العليا.
هذا القرار ظاهره فيه المصلحة، وباطنه من قبله العذاب.
ظاهرهُ رفع كفاءة الباحثين، وباطنه القهر والهدم والتدمير. فهل يُعقل أن نقوم بدراسة هذا الكم الهائل الذي يحتاج لخمس سنوات علي الأقل في نفس الوقت الذي نعكف فيه علي رسائلنا؟
اليس من الأوْلى تصويب الجهود وتركيزها في إعداد رسائل علمية رصينة تجمع بين الأصالة، والمعاصرة بصياغة بحثية مدققة.؟
هل يعقل أن نقوم بالتقديم للدراسات العليا علي أساس شروط معينة، ونظام معين، ولائحة معينة، وقبل نهاية المشوار بخطوات، نجد هذا
الشرط التعجيزي المخالف لكل القوانين؟
أليس من العدل والعقل والمنطق أن يكون هذا الشرط لمن هو في بداية المشوار، ويكون وقتها بالخيار، إن شاء مضي وإن شاء رجع؟
هل من العدل أن نُطالب بشئ هم أنفسهم لم يفعلوه، ولن يقدر عليه أحد بهذه الكيفية؟
ما هو ذنبنا لنتحمل نتيجة هذه القرارات غير المدروسة مثل لجنة الإرشاد الأكاديمي -أيضاً- التي فُرضت علينا، وطالنا منها من الأذي والتأخير
ما طالنا، وفي النهاية أُلغيت هذه اللجنة.
هل من العدل والمنطق أن نُطالب بدراسة أكثر من 6000 صفحة في وقت نحن مشغولون فيه أصلاً بإنجاز رسائلنا، ومقيدون بمدة زمنية ثابتة لا تكفي غالباً لإنجازالرسالة، وكثيراً ما تحدث المشكلات بسبب انقضاء المدة.
كل الباحثين يشتكون من صعوبات أخرى لو تم النظر فيها وتذليلها لحصدنا وجنينا ثمارا عظيمة تثري المكتبة العلمية الشرعية والإسلامية، بدلا من ضغط الباحثين بقرارات لا تتماشى مع طبيعة عملهم كمدرسين مساعدين وجهودهم كباحثين.
نحن لسنا ضد التراث ولا دراسته، لكننا نرفض آلية التطبيق رفضاً قاطعاً لما تحمله من زيادة الأعباء والضغوط على كاهل كل باحث وباحثة ، فلا هم أنجزوا رسائلهم ولا هم تفرغوا للدراسة.
إذا أراد السادة المسئولون بالجامعة الخروج بأفضل نموذج للبحث العلمي فليستمعوا إلى أصوات الباحثين التي بحت على مدار سنوات، مطالبين بوضع منهج منظم ومحكم يضمن للباحث حقوقه ، ويضمن للجامعة تحقيق مقاصدها في ميدان البحث العلمي وإثراء الواقع العلمي بشكل حقيقي وفعال.