الحادث المروع الذي شهده محيط استاد برج العرب وادي إلي وفاة الطالبة نورهان ناصر وصديقتها نرجس صلاح أثناء عبورهما الطريق المظلم عقب انتهاء مباراة كرة القدم بين الاهلي والإتحاد السكندري مساء امس هو حلقة جديدة من مسلسل حوادث الطرق التي تحصد أرواح العشرات من الأبرياء يوميا.
ظاهرة حوادث الطرق تعد الأخطر والأكثر رعباً.. أصبحت تحتل المرتبة الثانية في أسباب الوفاة بعد الأمراض.. تؤدي إلي خسائر بشرية واقتصادية فادحة.
تلك المشكلة التي عجزت الحكومة عن مواجهتها أو الوصول إلي أية حلول لها .
.. ورغم تكرار حوادث الطرق التي تحصد أرواح العشرات من الأبرياء يوميا إلا أن المشكلة قائمة..
ورغم الندوات والمؤتمرات والتصريحات الحكومية إلا أن الظاهرة مستمرة.
الطرق السريعة تحولت إلي مصيدة للقتلي بالعشرات يوميا وأصبح من المألوف أن يشاهد المارة سيارات الإسعاف وهي تجوب الطرق ليل نهار إما لنقل قتلي أو جرحي أو الإسراع لانقاذ ما يمكن إنقاذه.. أصبح من المألوف أن نشاهد السيارات المهشمة علي الطرق وقد اصطبغ الأسفلت باللون الأحمر وتناثرت جثث وأشلاء الأبرياء.
الأرقام والاحصائيات خطيرة ومذهلة ومخيفة.. حوادث الطرق تحصد أرواحاً يفوق عددها ضحايا الحروب .. مصر تحتل المرتبة الأولي عالميا في حوادث الطرق
الأسباب معروفة للجميع ومنها عدم تفعيل قانون المرور وكذا عدم تغليظ عقوبة القتل الخطأ علي السائقين المتهورين الذين يتسببون في إزهاق أرواح الأبرياء علاوة علي سوء حالة الطرق وانتشار المطبات الصناعية والعشوائية وزيادة المنحنيات الخطيرة بطول الطرق.
ويمكن القول انه رغم اهدار دم المصريين علي الطرق السريعة والبطيئة إلا أن الوزراء والمسئولين المعنيين بالقضية لا يعيرون الأمر اهتماما مما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان حياة المواطن المصري بلا ثمن.. ونظرا لانتشار ظاهرة حوادث الطرق في مصر فقد حذرت بعض الدول الغربية رعاياها اكتر من مرة من خطورة الطرق المصرية وضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتجنب الحوادث في الشارع المصري المحفوف بالمخاطر.
وفي النهاية يمكن القول انه رغم ان العنصر البشري مازال هو السبب الأول وراء الحوادث بسبب الرعونة من قبَّل قائدي السيارات وخاصة النقل إلا أن الحكومة لم تفكر في تغليظ العقوبة المعمول بها حاليا والتي لا تزيد علي غرامة مالية بسيطة أو حبس مع وقف التنفيذ حيال هؤلاء المتهورين الذين يتسببون في إزهاق الأرواح.. وبالرغم من الأبحاث والدراسات والمؤتمرات توصلت إلي أن انتشار المطبات الصناعية العشوائية وزيادة المنحنيات الخطيرة بطول الطرق أحد الأسباب الرئيسية في تلك الحوادث إلا أن الحكومة تقف عاجزة عن معالجة هذه العيوب لوقف نزيف الأسفلت الذي يتدفق يوميا علي الطرق.. القضية يا سادة أكبر من أن ندفن رءوسنا في الرمال.. الأمر خطير ويحتاج إلي تحرك سريع لانقاذ الأبرياء من الموت براً وبحراً….رحم الله شهداء حوادث الطرق الأبرياء