حين يعتريني الحزن في مدن رمادية الجدران والأحاسيس… لا أكترث كثيرا حتى لا أسقط وأنا أعلم أنني وحدي في هذا التداخل…
كنت أبكي من لاشيء… هكذا حتى من ارتفاع صوت يزعجني… كانت الأمسيات المتواترة بدون نكهة تعيدني إلى قوقعتي فلا أخرج منها.
الآن أصبحت أرضخ للحزن ولا أغضب حتى يمر.
الآن أجدد بالدموع حروفي… حتى تتقبل شحنة من الأحاسيس المتفرعة من كل شيء.
الدموع صعبة الترويض والتجسد بحروف بسيطة… لأن كل شيء في حياتنا مركب.
كيف يمكن أن نقول ما يخفيه القلب من أحاسيس تصعب فهمها وترجمتها حتى على صاحبها.
لكن الدموع هي ليست فقط دليل حزن… هي أيضا تمحور جديد لذاتنا… هي تطور من انكسار إلى تدارك نفوسنا من الإنهيار.
نعلن بها أننا مازلنا نأمل… أعرف أنه قمة التناقض ولكنه يعبر عن رغبة دفينة في العلو والسمو بكل ما ركد… بكل ما بدا يتراجع.
الدموع سلاح ليس ذليلا ولا واجهة لضعفنا… هو إصرار أن تكتمل أحلامنا بالرغم من المؤشرات المعلنة.
الدموع شعور عميق إلى ما لا نهاية… لذلك تعجز أمامه الكلمات… وحين نقول بعضا منها أراها تلمس من عاش نفس الإحساس حتى لو كان سبب الألم مغاير.
كتبت بالدموع ربما ألما ولكنه أملي الذي أحيا به