20 يناير 1920 المولد المبارك..
20 يونيو 1969 الرحيل الفارق..
20 يونيو 2024 المجد الدائب..
من ذا الذي يُخطيء صوت هذا البحر اللُجي، صاحب الصوت الغض الملائكي، نسيج وحده في تحبير اللفظ القرآني، وإن مر على وفاته منتصف العقد الخمسيني…
ذلكم الرجل الذي عشق القرآن الكريم حتى الثُمَالة، فنال جدارة قراءته وإقرائه ومنح الإجازة…
وبعد مرور نصف قرن ونيف على رحيل الشيخ محمد صديق المنشاوي، لا يروق لي أن أسمع من غيره سورة آل عمران ، ولاسيما منذ موضع ( كُلُ الطَعَامِ كَانَ حِلاً لبَني إسرَائيلَ إلاَ مَا حَرمَ إسرَائيلُ على نفسِهِ من قَبلِ أن تُنزَلَ التَورَاة قُل فأتُوا بالتَورَاة فاتلُوهَا إن كُنتُم صَادقين ) آل عمران 93 إلى خاتمة السورة في نجوى إيمانية فائقة سامقة…
ولا أجد قريعاً له ولا قريناً في تلاوة الآية الواحدة والأربعين من سورة النساء، التي أبكت النبي صلى الله عليه وسلم ، وكأنه يتمثل في ابن مسعود رضي الله عنه ، الذي تلاها يومئذ ( فَكَيفَ إذَا جِئنَا مِن كُلِ أُمةٍ بشَهيدٍ وَجِئنَا بِكَ عَلى هَؤلَاءِ شَهيدَاً ) النساء 41
وأجد فرادة المنشاوي جلية ندية في قراءة سورة التوبة، بإبداع منقطع القرين، وحسبنا وقوله تعالى ( وَلَو أنَهُم رَضُوا مَا آتَاهُم اللّهُ ورسُولُهُ وَقَالُوا حَسبُنَا اللّهُ سَيُؤتِينَا اللّهُ من فَضلهِ ورَسُولهُ إنَا إلى اللّهِ رَاغبُون ) التوبة 59
وليس غير المنشاوي أحداً، يأخذ بمجامع القلوب، ليردفها في طائرته الآمنة، مُحلقةً في جو السماء، فتغشاهم السكينة بوهيج سورة يوسف، والرعد، وإبراهيم، والكهف، والإسراء، والشعراء، والصافات، ويس، وتبلغ الرحلة ذروة متاعها ونعيمها، عند الحواميم وجزء عم.. وما أجمل الحنين لتكرار الرحلة الآمنة المُطمئنة، بصحبة الشيخ محمد صديق المنشاوي غدواً ورواحاً..
رحم الله الشيخ محمد صديق المنشاوي، أبدع وأروع من قرأ القرآن الكريم في تاريخ مصر ….