تعريف الأراضي الرطبة
تعرف الأراضي الرطبة بأنها كل وسط تغمره المياه كليا أو جزئيا أكان ذلك بصفة دائمة أو مؤقتة وتلعب هذه النظم دورا رئيسيا في دورة المياه وهي ذات أهمية حيوية لبقاء البشرية نظراً لفوائدها التي لا حصر لها وللخدمات الإيكولوجية التي تقدمها منذ آلاف السنين. وتعتبر الأراضي الرطبة هي عبارة عن مزيج فريد من النباتات والحيوانات وتشمل مجموعة متنوعة من النظم الإيكولوجية مثل البحيرات، الأنهار، المياه الجوفية، المستنقعات، الأراضي العشبية الرطبة، أراضي الخث، الواحات، مصبات الأنهار، الدلتا، مسطحات المد والجزر، غابات المانجروف وغيرها من المناطق الساحلية، الشعاب المرجانية وجميع المواقع الإصطناعية مثل أحواض السمك وحقول الأرز والخزانات والمستنقعات المالحة وذلك وفقا لاتفاقية الأراضي الرطبة (رامسار 1972Ramsar, ). فالأراضي الرطبة ليست مجرد مستنقعات، فهي جزء أساسي من عملية الدفاع الطبيعية عن كوكبنا ضد تغير المناخ. فماذا تعرفون عن الأراضي الرطبة؟.
مناطق الأراضي الرطبة فى مصر
مصر لديها عدد 4 مواقع معلنة عالمية وفقا لاتفاقية رامسار كمناطق أراضي رطبة وهي: بحيرات البردويل، والبرلس، وقارون، والريان، بالإضافة إلى إحتواءها على العديد من الأراضي الرطبة الهامة منها على سبيل المثال نهر النيل، وبحيرة ناصر، والمناطق الساحلية، والسبخات والملاحات، والبحيرات الشمالية، والتي تم إعلان أجزاء منها كمحميات طبيعية مثل محميات أشتوم الجميل. وتعتبر بحيرة المنزلة و محمية أشتوم الجميل مسجل فيها أكثر من 200 نوع من الطيور المقيمة أو المهاجرة كما تعتبر بحيرات مصر الشمالية ونهر النيل من أكبر الأراضى الرطبة فى شمال أفريقيا وأهمها حيث تمثل 25 %من الأراضى الرطبة بحوض البحر المتوسط نظرا لأن الطيور المائية المهاجرة تجد الغذاء الضرورى لها والأمان والراحة فى هذه الأراضى.
الأهمية والخدمات البيئية للأراضى الرطبة
الأراضي الرطبة هي أنظمة بيئية، يكون الماء فيها هو العامل الأساسي الذي يتحكم في البيئة والحياة النباتية والحيوانية المرتبطة بها. وتقوم الأراضي الرطبة بدور حيوى فى مواجهة تغير المناخ حيث تعتبر بالوعات لغازات الكربون (الميثان) كذلك تعمل على تنقية المياه من خلال مساعدتها على إزالة مركبات النيتروجين والفوسفور التي تحملها مياه الصرف علاوة على دورها فى الترفيه والسياحة البيئية من خلال أنشطة صيد الأسماك و مراقبة الطيور و رياضة الغطس فى البحر الأحمر.
وترجع الأراضى الرطبة إلى كونها مناطق إنتقالية بين الأنظمة البيئية الأرضية والمائية والتي تؤدى العديد من الوظائف لخدمة البشرية مثل تنقية المياه وإنتاجيتها العالية للغذاء مثل الأسماك وبعض الأنواع البحرية فضلاً عن إعتبار النظم البيئية للأراضي الرطبة أحد أهم البالوعات الطبيعية وخزانات ثاني أكسيد الكربون وبالتالي لها دور كبير في التخفيف من آثار التغيرات المناخية. كما ترجع الأهمية البيئية للأراضى الرطبة إلى خصائصها المائية وكونها مناطق إنتقالية بين الأنظمة اليابسة والأنظمة المائية كما أنها تؤدى وظيفة إستقبال مياه الصرف والفضلات من المصادر الطبيعية والبشرية وتتميز بعدد من السمات التي تشمل إنتاجية بيولوجية عالية وثراء للتنوع البيولوجى والجيني المتمثل فى الثروة السمكية والحياة الفطرية وخاصة الطيور .
وتقدم الأراضى الرطبة العديد من الخدمات للبيئة حيث تعتبر خزانات للتنوع البيولوجى حيث تحتوى على 40% من مجموع الأنواع فى العالم. كما تعتبر الأراضي الرطبة الشاطئية ذات أهمية خاصة فى حياة الطيور المهاجرة فهى ملجأ لكثير من أنواع الحيوانات فى نوبات الجفاف وغيرها من المخاطر البيئية كما تمثل نواتج الأراضي الرطبة فى النظم البيئية ذات الإنتاجية العالية كالأسماك وأشجار المانجروف والحشائش البحرية والتي تعتبر مواقع لتكاثر الأسماك وحضانات الزريعة علاوة على دورها كمصادر لتغذية أحواض المياه الجوفية و تخزين المياه العذبة وكحواجز دخول المياه البحرية (تحت السطح) إلى أراضى الدلتا الزراعية ويوجد فى مصر العديد من محميات الأراضى الرطبة . ووفق الصفحة الرسمية لليوم العالمي للأراضي الرطبة، يشمل تعريفها الواسع كلاً من المياه العذبة والنظم الإيكولوجية البحرية والساحلية مثل البحيرات والأنهار ومستودعات المياه الجوفية والمستنقعات والأراضي العشبية الرطبة والأراضي الخثية والواحات ومصاب الأنهار ودلتا ومسطحات المد والجزر وأشجار المانغروف والمناطق الساحلية الأخرى والشعاب المرجانية، ومواقع الأنشطة البشرية مثل أحواض السمك وحقول الأرز والخزانات وأحواض الملح. وخصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة 2 شباط/فبراير من كل عام ليكون يوما عالميا للأراضي الرطبة لما لها من أهمية حيوية للناس وللطبيعة.
تبقى الأراضي ﺍﻟﺮﻃﺒﺔ من أكثر البيئات تدهورا (حسب تقييم النظم الإيكولوجية للألفية التابع للأمم المتحدة) وذلك بالرغم من أهميتها الكبرى، فعلى مدار القرن العشرين، فقدت الأراضي الرطبة في العالم نصف مساحتها ويعود ذلك أساسا إلى التدخل البشري وسوء الإدارة.
وهناك حالات لفقدان المتواصل للأراضي الرطبة في منطقة البحر الأبيض المتوسط مثل :
– تم استنزاف 73٪ من المستنقعات في شمال اليونان منذ عام 1930.
– تدهورت 86٪ من الأراضي الرطبة الكبرى في فرنسا من قبل السياسة الرسمية بين عامي 1930 و 1994.
– اختفاء 60٪ من المساحة الأصلية للأراضي الرطبة في إسبانيا.
– اختفاء 84% من الأراضي الرطبة لحوض وادي مجردة في تونس خلال القرن ال20
الأسباب الرئيسية لفقدان الأراضي الرطبة
1- التجفيف والتحويل لغرض الزراعة
2- الضغط المسلط من قبل المؤسسات والتمدن والتنمية السياحية
3- الأنشطة الصناعية
4- التلوث الناجم عن المصادر الزراعية والنفايات البشرية والتصريفات الصناعية
5- إدخال الأنواع والأصناف الغريبة التي تهدد الأنواع المحلية
6- التغييرات في النظام الهيدرولوجي من خلال بناء السدود والجسور ومصارف المياه
7- الترسيب الناتج عن إزالة الغطاء النباتي في مناطق مستجمعات المياه من خلال الرعي وتكدس مواد التعبئة من أجل التنمية
8- الصيد الجائر
9- مكافحة البعوض للحماية من الملاريا وغيرها من الأمراض ذات الصلة.
دورالأراضي الرطبة في تخفيف التغيرات المناخية
تعتبر الأراضي الرطبة حلا طبيعيا للتهديد العالمي لتغير المناخ. فهي تمتص ثاني أكسيد الكربون وبالتالي تساعد على إبطاء الاحتباس الحراري وتقليل التلوث.
وتخزن أراضي الخث وحدها ضعف كمية الكربون التي تخزنها جميع غابات العالم مجتمعة. ولكن عند تجفيف الأراضي الرطبة وتدميرها، تنبعث منها كميات هائلة من الكربون.
وتتيح الأراضي الرطبة كذلك حاجزا ضد تأثيرات الفيضانات والجفاف والأعاصير وأمواج تسونامي، فضلا عن أنها تعزز المرونة في مواجهة تغير المناخ.
حقائق هامة عن الأراضي الرطبة
على الرغم من أن الأراضي الرطبة لا تمتد إلا على حوالي 6 في المئة من سطح الأرض، فإن 40 في المئة من جميع أنواع النباتات والحيوانات تعيش أو تتكاثر فيها.
تُفقد الأراضي الرطبة بمعدل أسرع من فقدان الغابات بثلاث مرات .
تعمل الأراضي الرطبة الساحلية على عزل الكربون وتخزينه بمعدل 55 مرة أسرع من الغابات الاستوائية المطيرة.
الأرز، الذي يُزرع في حقول الأراضي الرطبة، هو النظام الغذائي الأساسي لنحو 3.5 مليار شخص.
بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس استاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان – عضو اللجنة العلمية والإدارية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- المستشار العلمى لحديقة الحيوان بالجيزة-الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم