** يحكى أنه فى زمن من الأزمان وبالقرب من شاطئ بحيره جميل تجمع عدد من الطيور المختلفه بلاترتيب أو سابق ميعاد بينهم وكانت الطيور بأنواعها المختلفة مثل البلابل والعصافير والحمام والسمان والنسور والصقور والهدهد متآلفه مع بعضها ومتحابه بالرغم من إختلافهم فى كل شئ
** كانت جميعها صغار لازالت على فطرتها الأولى فكان من السهل عليهم أن يربطهم جميعاً رباط الحب والموده دون النظر إلى إمكانيات فرديه أو طبيعه خلقيه مختلفه وكان من المستحيل على الرائى ألا يعتقد سوى أنهم عائله واحده ولكن بأشكال وأحجام مختلفه
ولأن دوام الحال من المحال فرقت بينهم الحياه والظروف والأيام
النسر إمتلك عنان السماء والصقر جال الأرض رحالا وسكن البط البحيرات وأعتلت البلابل أغصان الشجر وتسلق الغراب الأسطح بحثاً عن فريسه
ونظراً لأن الغراب عنده دائماً شعور داخلى بأنه أفضل من جميع أصدقائه من الطيور ولم لا وهو صاحب فضل على الإنسان فى بداية الخليقه وهكذا تسول له نفسه الغير سويه
** وبعد مرور سنوات طويله وبدون ترتيب أشتاقت هذه الطيور إلى شاطئ البحيره التى جمعتهم قديمًا والتى كانت بدايتهم حولها وهنا ألتقى الجميع من جديد بعد أن كبروا فى العمر كثيراً ولكن ظلت الروح بداخلهم كطفله صغيره تلهو على شاطئ البحيره وماهى إلا أيام قليله وعاد شاطئ البحيره يسعد بإجتماعاتهم ولم شملهم مرة أخرى
** كان الغراب هو الوحيد بينهم الذى يرفض بداخله هذه الإجتماعات وهذه العوده وحاول بشتى الطرق تفرقة الجمع وشق الصف وإبعاد البعض عن الكل حيث غلبته طبيعته التى لا تعرف سوى الدفن وهو يرى هذا الحب الكبير عاد لينمو ويغرد أمام شاطئ البحيره من جديد
** إجتمعت الطيور تفكر فى شأن الغراب وأختلفت الآراء فهناك من قال نبعده من بيننا وآخر إقترح بأن يتم نصحه ثم نذره وننظر ماذا يفعل وهنا تدخل الهدهد الحكيم وأستدعى معرفة جده الكبير حين أخبر سليمان الحكيم بما لايعرفه وقال لهم لا تقيموا له وزناً ولا تشغلوا بالكم به ودعوه ينعق ولا تلتفتوا إليه وسيروا فى طريق حبكم لبعض الذى جمعكم مرة أخرى بعد طول غياب وأن من لا يعرف غير خطاب الكراهيه والأنانيه ولا يعرف الحب والإخلاص طريقاً لقلبه سوف ينزوى شيئاً فشيئا حتى يرحل او يصلح مابداخله ويعود إلى طريق الحب مرت الأيام والغراب يرى نفسه وحيداً وانفض الجميع من حوله وأشرقت الشمس فى يوم من الأيام وقد إختفى الغراب نهائياً ولا يعرف أحد إلى أين ذهب وعاشت عائلة الطيور بعد إختفاء الغراب فى سكينه وسعاده وحب وأخوه وحنان وفرح دائم وقاموا بعمل مهرجان بإسم مهرجان الغراب من كل عام فى نفس يوم إختفاءه لكى يؤكدوا فيه على وحدتهم ومحبتهم لبعضهم البعض إلى الأبد ولينتصر ويعلو الحب على البغض والكراهيه.