عندى عقيدة خاصة بأن تسيير القوافل الطبية بالمدن الكبرى بالمحافظات والمناطق النائية، هى “نصباية كبيرة” تبدد مئات الملايين من الجنيهات على مجموعة محتكرة بوزارة الصحة. صحيح أن عنوانها نبيل لعلاج الفقراء فى مختلف التخصصات الطبية وتوفير علاج مجانى بصيدلية متحركة وجهاز أشعة وغيرها وتقيم فى خيمة عادة، لكن الغريب أنها جميعا عادة تكون بقرب مستشفي مركزى أو وحدة صحية ليس لديها أى إمكانات صحية أو دوائية فتلك تمثيلية ولصوصية، فيحصل أطباء القافلة والمشرف بها على مبالغ كبيرة فى عدة أيام، بل إن مستوى الأطباء في المستشفى الرئيسى المجاور على كفاءة طبية أعلى من أطباء القافلة لكن الوزارة تحرمهم من كل الإمكانات، وتوفرها لتمثيلية القوافل التى تغطى عادة المدن الكبرى فى مصر وبها مستشفيات كبرى مثل القاهرة والجيزة والإسكندرية وهى مليئة بأكبر المستشفيات، وفى النهاية تحيل تلك القوافل مرضاها لتلك المستشفيات الكبرى لاستكمال العلاج، أو للعمليات أوغيرها.. فإذا كانت الوزارة تدعم تلك التمثيلية الجريمة فلتوفر هذا العلاج بالمستشفيات التى أصبحت فارغة على كل المستويات حتى كيس القطن، وترصد تكاليف القافلة لحل المشكلات المستحيلة بتلك المستشفيات التى أصبحت تستغيث بلا مجيب، فالمواطن يحتاج العلاج ولا يوجد بالمستشفيات، وأفضلها تصرف دواء واحدا، وبدلا من تبديد الملايين فى التمثيليات ومجاملة الأصحاب على حساب الدولة، وفروا الرعاية والعلاج المجانى للمحتاجين بكل هذه المبالغ الضخمة لمرضى امستشفيات خاصة المناطق النائية التى أوشكت على الإغلاق، أوحسب الاحتياج أوا لمنع انتشار الأمراض. وطالبت من قبل نقابة الأطباء بإلغاء تلك النصباية وإدارتها. لكن أصحاب المصالح مازالوا يسيطرون بقوة، ليحصلوا فى بضعة أيام على مبالغ هائلة دون وجه حق، شكلها القانونى صح لكن حقيقتها جريمة، يحب إلغاء هذه المهزلة فورا، وبرامجها والهيئة القائمة عليها.