ما يحدث على أرض العلمين الجديدة حدث جلل يسهم بصورة مباشرة في اقتصاديات الدولة ويساعد في تنمية سياسية واجتماعية وسياحية وثقافية ورياضية وفنية بشكل واضح، ويفتح آفاق التطلعات بهذا المكان المتكامل الخدمات والتي يسلط الضوء عليها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية من خلال قنواتها المهنية المتميزة؛ فالمهرجان حقق غايات كثيرًا ما كنا نحلم بها؛ حيث ألوان الفنون المبهرة والراقية، وأماكن الترفيه التي صبغت بفقرات غاية في الروعة.
وقد أشاد وزير الثقافة بالشراكة الناجحة والمثمرة والتعاون الوثيق مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والذي أسهم في نشر الوعي الثقافي وأثمر عن العديد من الإنجازات، ومنها الحدث الثقافي الفني المتفرد الذي يزداد إشراقاً يومًا بعد يوم، ويسطر من خلاله تاريخاً جديداً مزدهراً وحافلاً بالإنجازات على أرض العلمين الجديدة فهي ليست مجرد مدينة، بل هي حلم تحول إلى واقع، وهي شهادة على إرادة وتصميم شعب مصر العظيم، وقيادة رشيدة حكيمة استطاعت تحويل أرض العلمين لوجهة عالمية متفردة.
إن فعاليات مهرجان العلمين الجديدة في دورته الثانية سلط الضوء على التنمية العمرانية التي شهدتها منطقة الساحل الشمالي الغربي بأكملها وعلى رأسها مدينة العلمين الجديدة، وساهم في الترويج للسياحة في المدينة وخاصة ما تتميز به من شواطئ ساحرة ومناخ معتدل معظم أيام السنة، كما سوق لفرص الاستثمار المتاحة بمنطقة الساحل الشمالي الغربي، وهنا نثمن دور القوى الناعمة في دعم جهود الدولة للتنمية وتطوير الوجهات السياحية المختلفة.
وما يتم نقله عبر فعاليات مهرجان العلمين يرصد واقعًا مبهرًا لمدينة كانت منذ سنوات ثلاثة منطقة صحراوية داخل محافظة مطروح وكان يخشى الاقتراب منها بسبب الألغام التي خلفتها الحرب العالمية الثانية، إلى أضحت مدينة ذات طابع عالمي تجمعت مقومات السحر والجمال فيها؛ فكان لمشروعاتها نجاحًا رأيناه في أبراج داخل منطقة الساحل الشمالي بأكمله، وإنشاء أول شاطئ عام، بجانب مشروعات عدة تتنوع ما بين سكنية وتعليمية، وصناعية واستثمارية.
والمتابع لهذا المهرجان يرى الإقبال على المستويين الداخلي والدولي على السواء؛ فمن يرغب في قضاء عطلة نهاية الأسبوع في خصوصية هذا المهرجان ليشاهد العديد من الاحتفالات والفعاليات التي يشارك فيها نجوم الفن بشكل منتظم وفي أماكن عديدة بربوع المدينة الكبيرة التي وفرت مقومات المعيشة والتنقل بصورة أثنى عليها الزوار.
وفي مهرجان العلمين شاركت وزارة الثقافة التي حرصت هذا العام أن تحتفي بتراث مصر الغني من شمال مصر لجنوبها من خلال فرق الفنون الشعبية والاستعراضية التي تنير بعروضها ليالي المهرجانات بألوان فنونها من خلال عروض الهيئة العامة لقصور الثقافة وفق برنامج مكثف يرعاه ويشرف عليه الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لحماية التراث المصري الأصيل وبناء المستقبل للأجيال وتعزيز الوعي الثقافي المسؤول؛ فقد شاهد استهلال الاحتفالات والفعاليات بباقات من الفقرات الاستعراضية التراثية قدمتها فرقة مطروح للفنون الشعبية بقيادة الفنان حسن عامر، منها «الترحيب البدوي، الفرح، والحجالة» بجانب فقرة التنورة التي لاقت تفاعلا كبيرا من الحضور.
كما استمتعنا بالجزء الثاني من الحفل الذي قدمته الهيئة العامة لقصور الثقافة بالمهرجان؛ حيث العرض المميز الي قدمته فرقة الأقصر للفنون الشعبية، منها التحطيب، الصعيدي، والفرح الأقصري، هذا بالإضافة إلى فواصل غنائية بمصاحبة الربابة والمزمار البلدي والناي والإيقاعات الشرقية بقيادة الفنان محمد فاروق؛ بالإضافة إلى أنه سوف تتجدد فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة بالمهرجان، الأسبوع المقبل بداية من الأحد وحتى الأربعاء 7 أغسطس، مع مجموعة متنوعة من عروض الفنون الشعبية.
إن مهرجان العلمين يعد الأضخم والأكثر زخمًا بعالياته الرائعة والمبهرة على مستوى الشرق الأوسط، كما أن هناك فعاليات جديدة تقدم بالمدينة التراثية والمنطقة الترفيهية، تتنوع ما بين الأنشطة المقامة خصيصا للطفل، ومعارض الحرف التراثية والتقليدية، بجانب مسابقات الموسيقى وعروض الفلكلور، مما يجعله مقصدا سياحيا مهما لآلاف الزائرين من مصر والعالم على السواء.
وتساهم القنوات المصرية في نقل فعاليات مهرجان العلمين الجديدة؛ حيث يبذل المراسلون والمذيعون جهود مضنية على مدار الساعة في نقل الحدث الذي يعد نقلة نوعية تسهم في التنمية بشتى تنوعاتها، كما نثمن دور الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي تشرف على كافة التجهيزات وتتمم عليها، وتقوم بعمليات التنظيم اللائق لاستقبال الجمهور الكريم القادم من كل حدب وصوب؛ فقد بلغ الأعداد أرقامًا قياسية وفق تقديراتها الأولية، مما يشير إلى تحقيق أهداف هذا المهرجان الراقي في دورته الثانية، ونتطلع لمزيد من التقدم والرقي عام تلو الآخر؛ لتزدهر مصرنا الساحرة.
أستاذ أصول التربية
كلية التربية للبنات بالقاهرة – جامعة الأزهر