(الذكرى رقم 83 لوفاة طلعت باشا حرب)
(13 أغسطس عام 1941)
(أبو الإقتصاد المصرى)
(المتشدد المستنير)
(تبرع بمبلغ 100 جنيه فى تأسيس النادى الاهلى )
** ظلم (طلعت باشا حرب) حيا وميتا حتى ممن ظنوا أنهم يحتفون به تحت لافتة (الرأسماليه الوطنيه المصريه) ففى الحقيقه كان (طلعت حرب) أكبر من مجرد رجل إقتصاد عبقرى وأعمق وعيا من أنه رأسمالى
** يعتبر طلعت باشا حرب علامه فارقه ومميزه فى تاريخ مصر الحديث وإذا كنا منصفين نستطيع أن نقول (مصر قبل طلعت حرب ومصر بعد طلعت حرب) فهو قصة نضال بدأت بمعركه فكريه مع قاسم أمين وأنتهت ببنك مصر ضد الإحتلال فكان فكره مبنى على لابد من تحرر الإقتصاد المصرى من التبعيه الأجنبيه وكان يقول (إذا تخلصنا من الإحتلال الإقتصادى فحتما سينتهى الإحتلال العسكرى وأن الإحتلال الذى سيسود العالم فى المستقبل القريب هو الإحتلال الإقتصادى وليس العسكرى وهاهى صدقت رؤيته)
** هو فى الأساس محاميا وحاصل على ليسانس حقوق ثم عمل بعدة وظائف وكان أول إنجازاته هى تمصير الشركه العقاريه التى كان يعمل بها وجعل غالبية أسهمها للمصريين وكان ذلك عام (1906) وبدأ ينشر دعوته من أجل إنشاء نظام مالى مصرى خالص لخدمة أبناء الوطن وللسعى أيضاً من التخلص من القيود الإستعماريه الاقتصادية
** نجح فى إنشاء شركة (التعاون المالى) بهدف الإقراض المالى للمصريين فقط دون غيرهم لكى يحميهم من الإستدانه بشكل ربوى مجحف من بعض المرابين كما أنه سعى فى بيع الأراضى للفلاحين الذين يزرعونها نظير أقساط نصف سنويه يسددها المزارع للشركه ومع نجاح فكرته ألتف حوله الكثيرون ونجحوا فى تأسيس بنك مصر عام (1920) ورغم ذلك عندما قاومته سلطات الإحتلال عام (1939) لكى تفشل مشروعه الإقتصادى الذى بدأ المصريون يجنون بعض ثماره فضل أن يترك منصبه فى بنك مصر ولم يتمسك بالكرسى فى سبيل الحفاظ على المصلحه العامه
** فى عام (1910) كان له موقفاً وطنياً خالصاً عندما حاولت الشركه المالكه لقناة السويس تقديم مقترح لمد إمتياز الشركه لمدة خمسين عاما أخرى لكى ينتهى فى عام (2008 بدلاً من عام 1968) إلا أن طلعت حرب ساهم فى حشد الرأى العام لرفض ومعارضة هذا المقترح وأصدر كتابه (مصر وقناة السويس) مما جعل مجلس النواب رفض هذا المقترح رفضاً نهائياً (الله على أيام كان مجلس النواب فيها يحافظ على ثروات البلد ولا يفرط فيها)
** له مساهمات أدبيه وثقافيه ففى عام (1911) قدم رؤيته الفكريه وإجتهاداته النظريه عن كيفية إحداث ثورته الثقافيه وذلك من خلال كتابه (علاج مصر الإقتصادى) كما أنه عارض أفكار وكتابات قاسم أمين وأصدر كتابين للرد عليه وهما كتاب(تربية المرأه والحجاب) وكتاب (فصل الخطاب فى المرأه والحجاب) ولا يظن أحد أنه كان ضد تعليم البنات بالعكس كان له كتاب (الدلالات البينات لوجوب تعليم البنات) فدعم تعليم البنات وعملهن فى جميع المجالات حتى فى مجال الطيران والفن ولكنه كان ضد فكرة تغريب المجتمع وإستغلال قضية المرأه فى هذا الموضوع
** ساهم طلعت باشا حرب فى تأسيس العديد من الشركات والتى تحمل جميعها إسم مصر مثل شركة مصر للغزل والنسيج ومصر للتأمين ومصر للمناجم والمحاجر ومصر لتكرير البترول ومصر للطيران ومصر للسياحه وستوديو مصر وشركة مصر للطباعه وشركة مصر لصناعة الورق وشركة مصر لمصايد الأسماك وشركة مصر للجلود والدباغه وشركة مصر للمستحضرات الطبيه
** قتله الإنجليز قبل موته بعامين فعندما شددوا عليه الحصار ترك كل شئ وعاش لمدة عامين بعيداً عن الأضواء فى بيت صغير فى قريه تتبع مركز فارسكور بمحافظة دمياط بالرغم أنه كان شرقاويا ولم يكن من أبناء محافظة دمياط
** من المعلومات الطريفه أنه ساهم بمبلغ (100) جنيه فى تأسيس النادى الأهلى عام (1907)
** مات الرجل ضارباً أروع مثال بالتضحيه لأى منصب فى سبيل الحفاظ على ماهو أهم من شخصه وهو إقتصاد بلده
** مات الرجل فى هدوء بعد أن عمل كافة شئ حبا فى بلده ولم يكن يتولى أى منصب بل كان يتحرك بدافع ذاتى من حبه لبلده
** مات الرجل وجاء السفهاء من بعده يدمرون كل شئ ويرجعوننا مرة أخرى للتبعيه الإقتصاديه والإحتلال الإقتصادى لبلاد كانت منذ وقت قليل نحن من نعلمهم ونعالجهم وكانت أقصى أمانيهم أن يتشبهوا بنا
** مات الرجل زى النهارده منذ ثلاثة وثمانين عاماً عن عمر يناهز أربعه وسبعين عاماً ولم يسلم من تهريج المصريين عليه عندما نزلوا صورة تمثاله منذ أيام ويكتبون عليها( طلعت حرب بيدور على حته ظله يقعد فيها هروبا من الشمس) وكأن السخريه من الرموز متعمده بدل من إحياء ذكراهم ليكونوا قدوه حسنه للأجيال
بالرغم من أن التاريخ المصرى يزخر بالأسماء العظيمه فى جميع المجالات لكن يظل طلعت باشا حرب من وجهة نظرى هو أعظم شخصيه مصريه بلا منازع فى القرن العشرين
رحم الله (طلعت باشا حرب) وجازاه خير الجزاء تظير مافعله تجاه وطنه وشعبه